قاربت «معركة» أهالي حفر الباطن، مع وزارة التعليم العالي، على «وضع أوزارها» بعد نحو 10 أعوام من المطالبات المتكررة، إذ أكد نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف، أن مشروع إنشاء جامعة حفر الباطن «مطروح حالياً على مجلس التعليم العالي، لاعتماده»، مشيراً إلى أن كليات جامعتي الدمام والملك فهد للبترول والمعادن، ستكون «نواة الجامعة الوليدة». وأضاف السيف، خلال زيارة تفقدية قام بها إلى محافظة حفر الباطن أمس، أن «قيمة المشاريع الجامعية بليون ريال. ويتم حالياً تأهيل كليات البنات بحسب توجيه المقام السامي، بثلاثة مشاريع مستعجلة، تشمل مباني الحاسب، وإدارة الأعمال، وخدمات الطالبات»، لافتاً إلى أن توجه وزارة التعليم العالي نحو «الكليات العلمية، وما يحتاجه سوق العمل». وأشار أن المدينة الجامعية «ستتكامل عناصرها. فيما تم طرح كليتي الطب، والصيدلة، على مجلس جامعة الدمام، ووافق عليهما. وستتكامل خلال الموازنة المقبلة. وسيطرح المستشفى الجامعي، إضافة مشاريع معتمدة، يجاري طرحها منها: كليات الهندسة، والعلوم، وإدارة الأعمال، والإدارة، والمرافق، وإسكان الطلاب، وكلية المجتمع، وإسكان أعضاء هيئة التدريس المكون من 38 عمارة انتهت»، موضحاً أن هناك «تنسيقاً كبيراً بين الوزارة والجامعات، لحل المشكلات، ووضع خطة استراتيجية لتطوير الجامعات والكليات». وكشف أن دراسة توفير حافلات لنقل الطالبات «في مراحلها الأخيرة». بدوره، قال مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، الذي رافق السيف في زيارته: «إن جامعة الدمام قدمت ضمن برنامج خدمة المجتمع؛ برنامج «الدبلوم التربوي» منذ الفصل الدراسي الماضي»، نافياً وجود خلاف بين جامعته وجامعة المجمعة، «فوجودهما في محافظة حفر الباطن مكمل لبعضهما»، مؤكداً أنه عند استكمال مباني الجامعة ستقدم «برامج منوعة لخدمة المجتمع». والتقى السيف، والوفد المرافق له، محافظ حفر الباطن عبد المحسن العطيشان، وقاما بجولة تفقدية لمباني الكليات المنتهية، والتي يجري تنفيذها في مقر جامعة حفر الباطن. واطلع على المعرض الخاص للمشاريع في الكليات التابعة لجامعة الدمام. وكانت زيارة السيف، حظيت باهتمام «واسع»، إذ عجت مواقع التواصل الاجتماعي، ومنتديات الإنترنت بخبر الزيارة وجدولها. وتواصى الجميع بضرورة الحضور للالتقاء بنائب الوزير، ومناقشته وتقديم مطلب المحافظة بإنشاء جامعة. وهو ما طرحه الأهالي خلال لقائهم مع نائب الوزير. وكانت استبانة قدمها الباحث في شؤون الإعلام عودة الدبسا، وشارك فيها 433 طالباً، تم نشرها تزامناً مع زيارة النائب. وشهدت رواجاً في أوساط الأهالي، إذ تناولت محاور تقوم عليها مطالب الأهالي. وأعطت مؤشراً «أكثر دقة» لتوزيع طلاب المحافظة على الجامعات، وبعض الصعوبات التي يواجهونها، مثل وسيلة التنقل، وبعد المدن التي تحوي جامعات عن المحافظة، وعدد طلاب الدراسة في كل جامعة، ومدى مناسبة المكافأة الجامعية لمتطلباتهم، ومتوسط الدخل والكلفة. وكانت «الحياة» نشرت تقريرين حول مطالب سكان حفر الباطن، بإنشاء جامعة في محافظتهم، تخفف عن أولادهم وبناتهم «معاناة التنقل» بين المناطق والمحافظات، لمواصلة مشوارهم الدراسي بعد الثانوية. ويناهز عدد سكان حفر الباطن 500 ألف نسمة، ويتبعها 22 مركزاً وهجرة، إضافة إلى مدينة القيصومة، ومدينة الملك خالد العسكرية. وتحوي المحافظة 122 مدرسة، تخرِّج سنوياً 7602 طالب وطالبة، ويضطر هؤلاء إلى اختيار 4 طرق: إما التغريب والدراسة في جامعات خارج المحافظة مثل المجمعة التي تبعد 300 كيلومتر، أو الرياض 450 كيلومتراً، أوالقصيم 380 كيلومتراً، أو الدمام 400 كيلومتر، أو الالتحاق بكليات تمنح شهادة الدبلوم، وهو خيار أثبت عدم جدواه، لاكتفاء سوق العمل، واحتياجه لشهادات أعلى. والخيار الثالث العمل في وظيفة بسيطة، أو الالتحاق بالقطاعات العسكرية بشهادة الثانوية، والطريق «الأصعب والأخطر» وهوالبطالة.