تتواصل مطالبات أهالي حفر الباطن بضرورة إنشاء جامعة تحتضن أكثر من ثمانية آلاف خريج وخريجة سنوياً في المرحلة الثانوية، ووصلت أصداء المطالبة إلى فضائيات شهيرة، فبادرت إلى إرسال عربات نقل وفرق ميدانية لرصد معاناة أبناء المحافظة التي يقطنها أكثر من 700 ألف نسمة، لتتحول هذه المطالبة إلى قضية رأي عام، بعد أن أصبحت مسبقاً عنواناً لخطب الجمعة، ومحاضرات الدعاة في المحافظة. واستمرت مناشدات الأهالي ورجال الأعمال والمسؤولين في المحافظة حول ضرورة منح الفرصة لشباب المحافظة، لإكمال دراستهم الجامعية بين أهاليهم بعد أن حرمت الأجيال الماضية من هذا الحق المكتسب، خاصة في ظل عدم قدرة كثير من الأسر على إرسال أبنائهم للدراسة خارج المحافظة. يتلاعبون بمشاعرنا وقال الداعية شعوان بن دمخ ل «الشرق»، إن احتياج المحافظة لجامعة لا يختلف عليه مواطن ولا مسؤول، ولكن وزارة التعليم العالي، وجامعة الملك فهد، تتلاعب بمشاعر أهالي المحافظة، بسبب عدم تنفيذها القرارات السامية، وتشغيل الكليات التي تقتصر على التخصصات الهندسية فقط، حيث كان من المفترض أن تستقبل كلياتها الطلاب في تخصصاتها المختلفة، مضيفاً: الواقع يدعو للاستغراب، حيث لا يوجد إلا عميد واحد لخمس كليات، افتتح ثلاث منها قبل عامين، وكلية في رمضان الماضي، ولم يفتح سوى تخصص واحد «يتيم» فيه تسعون طالباً فقط. وأضاف: على جامعة الملك فهد أن تغير من سياستها الثابتة في حفر الباطن، وإشرافها على كلية المجتمع منذ 13 سنة، وعليها افتتاح أقسام جديدة، أو كليات، وأن ترفع من الدرجة التي تمنحها لخريجي كلية المجتمع، حيث إنها تمنح درجة الدبلوم طوال السنين الماضية. خطورة الطرق ووجه ابن دمخ الدعوة لوزير التعليم العالي ولمدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لزيارة المحافظة والوقوف على أرض الواقع ومعرفة المسافات وخطورة الطرق والمعاناة التي يعانيها الأبناء بالسفر براً جراء بعد المسافة، في وقت تم افتتاح جامعات في محافظات لا تبعد عن العاصمة سوى ثمانين كيلومتراً. إلى ذلك، بادر التربوي والباحث في شؤون الإعلام، عودة الدبسا، بإنشاء استمارة إلكترونية مخصصة لحصر أعداد طلاب محافظة حفر الباطن الذين يدرسون في جامعات المملكة العربية السعودية. وقال الدبسا ل «الشرق»: إن الهدف من إعداد الاستمارة هو الوصول لأرقام حقيقية وواقعية يمكنها أن تساعدنا في إعداد دراسة وافية لحصر المشكلة وأضرارها، ومواجهة المسؤولين بهذه الأرقام، رغم أننا على دراية كاملة بأن الأرقام تقف لمصلحتنا في صراع بحثنا عن حلمنا التنموي المهم المتمثل في مؤسسة تعليمية تحتضن شتات أبنائنا. قرار مرتقب ووفق مصادر مطلعة، ثمة قرارات حاسمة سيصدرها وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، حول مستقبل الدراسة الجامعية في محافظة حفر الباطن، من أهمها زيادة أعداد الكليات التابعة لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن المانحة لدرجة البكالوريوس، في خطوة أولى لتشكيل نواة لجامعة مستقلة اسمها «حفر الباطن». وكانت «الشرق» رصدت في أعدادها الأولى مطالب أهالي المحافظة بإنشاء جامعة، ونشرت أكثر من عشرة تقارير ترصد المعاناة التي يعيشها طلاب المحافظة والأهالي. طلاب ثانوية في حفرالباطن سيتنافسون على فرص ضيقة في الجامعات الأخرى