استحدثت فتاة سعودية، فكرة مشروع لصناعة حقائب السفر، المخصصة لشريحة سيدات الأعمال. وقدمت الفتاة المشروع خلال مشاركتها في معرض «شابات الأعمال»، الذي افتتح مطلع الأسبوع الجاري، في مدينة الخبر، بمشاركة أكثر من 60 مشروعاً تجارياً، وتضمن عرض أزياء، وسط حضور نسائي «كثيف». وقالت صاحبة مشروع «صناعة حقائب السفر» مشاعل آل بن علي: «إن فكرة المشروع انبثقت من واقع سيدات الأعمال، ومدى احتياجهن للسفر المستمر، ما يتطلب الترتيب والتنسيق السريع. وتطورت الفكرة عندما بدأت بالبحث عن حقائب صغيرة لحفظ الأشياء الخاصة، بما فيها أدوات الماكياج، ولم أجد ما يرضيني، فقررت أن أصنعها بنفسي، من هنا كانت بداياتي»، لافتة إلى أن مشروعها «حديث عهد، إلا أنه فريد في فكرته، لأنني أقوم بصنع الحقائب وتجهيزها وترتيبها، وإعادة هيكلة عدد منها، عبر تحديثها بصورة تتناسب مع محبي السفر». وعلى رغم أن فكرة مشاعل، انطلقت قبل نحو ثلاثة أشهر فقط، إلا أنها تؤكد أنها «لاقت استحسان من تعرفوا على المشروع»، مضيفة «لدي طاقم يعمل تحت إشرافي، إذ أصمم الموديل، واختار الألوان. ويبدأ فريق العمل التنفيذ وتصاميم الحقائب، ويكون التصميم متناسباً مع الألوان، وفق رغبات الزبونة»، مؤكدة «نحاول إنهاء طلبات عدة بسرعة، وفي فترة زمنية محددة، لارتباط الزبائن بمواعيد سفر». وشاركت في المعرض، الذي استمر ثلاثة أيام، مشاريع أخرى، واعتبرت مصممة المجوهرات نورة الحسيني، المشاركة في المعارض «احتياجاً ضرورياً للفتيات السعوديات، اللاتي يجدن فيها فرصة لعرض إبداعهن»، مضيفة «ما زالت معارضنا من دون المستوى المأمول، إلا أنها شهدت تحسناً ملاحظاً في العامين الأخيرين، ما قلل من حجم المشاركة الخارجية. وهذا الأمر لمصلحة شابات الأعمال، اللاتي يجدن كل الرعاية والاهتمام، من أجل تطوير أفكارهن التجارية، وتحقيق الاستمرار»، لافتة إلى أن «نفاذ المنتج والتسويق له بطريقة جيدة، ترفع من قيمة المشروع، ما يقلل نسبة الإحباط لدى فتاة الأعمال». فيما اعتبرت مصممة الأزياء أمينة الجاسم، المشاركة في المعارض «ضرورة ملحة، للتعرف على واقع السوق وتبادل الخبرات، وتحفيز شابات الأعمال». وتخلل المعرض عرض أزياء، للعباءات والجلابيات، كما تم عرض موديلات أزياء لمصممات مشاركات في المعرض. وأوضحت الجاسم، أن «عروض الأزياء مهمة في المعارض، لأنها تعكس حجم الإبداع لدى المصممة». بدورها، أكدت مديرة مؤسسة «الانطلاق عالياً» لمياء العجاجي، التي أشرفت على تنظيم المعرض، أن «حجم الاستثمارات النسائية في المملكة، تعدت ال60 بليون ريال، وتقارب نسبة استثمارات النساء السعوديات 21 في المئة من حجم الاستثمار الكلي في القطاع الخاص»، لافتة إلى أرقام أشارت إلى امتلاك سيدات الأعمال السعوديات نحو 50 بليون ريال، أي «75 في المئة من مدخرات المصارف السعودية». واعتبرت العجاجي، ذلك «دلالة على التوجه الفعال في سوق العمل. وهذا لا يعني أننا نصبح جميعنا أصحاب مشاريع، وإنما أصحاب فكر تجاري، ربما يتبادر إلى ذهن البعض فكرة عادية وتنمو وتجد تجاوباً من الآخرين، فنحن في دولة ليست نامية اقتصادياً، وإنما متقدمة، وهي بحاجة إلى المزيد من ضخ الاستثمارات النسائية، وتحريك عجلة الاقتصاد، التي عادة لا تكون إلا في الاهتمام بالشباب من الجنسين، من خلال توفير بيئة عمل مناسبة، تتيح لهم الفرصة للتعرف على واقع سوق العمل، واختيار ما هو مناسب».