حصدت الوصلة الرابطة بين بلدة عريعرة والجسر المؤدي إلى طريق الرياض – الدمام السريع نحو 70 حالة وفاة على مدار عامين، إثر توقف مشروع ازدواج طريق عريعرة – النعيرية من جهة عريعرة، من جانب المقاول، الذي قررت وزارة النقل أخيراً سحب المشروع منه. ويبلغ طول الطريق ثمانية كيلومترات، سبعة منها مسفلتة الازدواج وكيلومتر واحد فقط غير مسفلت. وتقع الحوادث في هذا الجزء من الطريق. ووقع آخر الحوادث قبل نحو أسبوعين، وراح ضحيته مقيم مصري وزميله، في حادثة تصادم مروعة بين مركبتهما وأخرى يستقلها مواطن خليجي، وأصيبوا جميعاً بإصابات خطرة. إذ تفحمت مركبة المقيمين المصريين، وتم نقلهما والخليجي إلى مستشفى الأمير سلطان في عريعرة، والذي بدوره قام بتحويلهم لمستشفى الدمام المركزي. إذ توفى المقيم المصري قبل وصوله، بينما لا يزال وضع زميله والمواطن الخليجي «خطراً». ويتلقيان العلاج في مستشفى الدمام المركزي. وأبدى عدد من المواطنين في مركز عريعرة تذمرهم من وضع الطريق، الذي يشهد كل يوم عدد من الحوادث المميتة، التي عادة ما تكون وجهاً لوجه، وينتج منها احتراق المركبات ومن فيها. وذكروا أنهم فقدوا الكثير من أبنائهم وأقربائهم في هذه الوصلة، التي يطلق عليها «وصلة الموت» لشدة خطورتها. ويتفاجأ المسافر العابر على الطريق، سواء القادم من الجنوب للشمال، أم العكس، بأن الطريق المزدوج أصبح خطاً واحداً، ما يخلّ بتوازنه، وبخاصة عند قدوم سيارة أخرى من الجهة المقابلة، وعلى وجه الخصوص في الليل، «على رغم أن المسار الآخر جاهز، ولم يتبق عليه سوى نحو كيلومتر واحد فقط»، بحسب الأهالي، مطالبين المسؤولين في وزارة النقل ب «النظر في وضع الوصلة، ومعالجتها في أسرع وقت، أو وضع تحويلة لها، كما هو معمول به في طرق المملكة، وإنارتها لوقف حصد الأرواح البريئة». ووصف فهد العجمي، هذه التحويلة بأنها «مصيدة» لعابري هذا الطريق. وقال: «حصدت عدداً من أرواح عابريها، حتى استحقت لقب «وصلة الموت، ومات فيها الكثير من الأشخاص، والسبب أن الازدواج يتحوّل إلى طريق واحد فجأة للقادم من الأحساء. فيما يتفاجأ القادم من عريعرة به على مساره فيتقابلان وجهاً لوجه وكل منهما يعتقد أنه صاحب الحق في المسار، فيحاول كل منهما تفادي الآخر فيتصادمان وجهاً لوجه»، ويتساءل أين وزارة النقل؟ ولماذا لا يتم استكمال الازدواج وفتحه بأسرع وقت؟ «حسبي الله ونعم الوكيل». من جهته أكد سالم حمد أن «الحوادث الخطيرة تتطلب وقفة جادة والعمل على وقف مسلسل استنزاف الأرواح». وأشار إلى أن هذا الطريق «يخلو من إرشادات السلامة المرورية». وناشد المسؤولين بالعمل على «إغلاق هذه الوصلة، وتحويل المسار إلى المخارج القريبة للتقليل من وقوع الكوارث، معرباً عن آمال وتطلعات الأهالي بسرعة وضع حلول لهذه المعاناة. «النقل»: سحبنا المشروع ونعمل على إعادة ترسيته أوضحت الإدارة العامة للطرق والنقل في المنطقة الشرقية، ل «الحياة»، بخصوص ازدواج طريق عريعرة – النعيرية، بأن «بداية الطريق مزدوج من الأحساء باتجاه النعيرية، وبعد تقاطعه من طريق الرياض – الدمام السريع يصبح مفرداً. فيعتقد القادم من الأحساء بأن كامل الطريق مزدوج، وعند التجاوز الخاطئ تحصل الحوادث، وتم وضع عوامل السلامة بفصل الطريق المفرد من بدايته بطول نحو 250 متراً، وعمل مطبات «مشرشرة» للتأكيد على مستخدميه بأن الطريق مفرد»، لافتة إلى أنه يجري العمل على ازدواج الطريق. وتم اعتماد التحويلة المرورية بعد مراجعتها من المختصين بحسب مواصفات الوزارة». وحول سحب المشروع، أوضحت الإدارة أنه تم «سحب المشروع من المقاول المتعثر السابق، وتم طرحه للمنافسة العامة. وتمت ترسيته على مقاول آخر، ويجري العمل على تنفيذه. ويتم الإشراف عليه من أحد استشاري الوزارة. ويتابع من الإدارة»، مؤكدة حرصها على «تلافي أية ملاحظات وتنفيذ المشروع للانتهاء منه في المدة الزمنية المعتمدة، وكذلك الحرص على رفع مستوى السلامة المرورية».