طهران – ا ف ب – حذر محمد رضا باهونار نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الايراني والنائب المحافظ البارز، من ان معسكر المحافظين سيكون مسرحاً لمعركة «الفتنة» المقبلة، مشيراً الى ترويج الرئيس محمود أحمدي نجاد ومدير مكتبه إسفنديار رحيم مشائي، ل «مدرسة للفكر الإيراني»، بدل التشديد على «الفكر الإسلامي». وتشير السلطات الايرانية بتعبير «الفتنة»، الى المعارضة ممثّلة بزعيميها مير حسين موسوي ومهدي كروبي، الموضوعَيْن قيد الإقامة الجبرية. وقال باهونار: «الفتنة المقبلة تتصاعد، وستأتي من (معسكر) المحافظين وتقدّم نفسها بوصفها كذلك، لكنها لا تقبل بالحوزات والدين (بوصفهما ركيزة لأيديولوجيتها). هذه الفتنة الكبرى في طور التشكّل الآن، والحديث عن مدرسة ايرانية للفكر والليبيرالية، في شأن مسائل ثقافية، هي (محاولة) في هذا الاتجاه». وأضاف: «على رغم ان الاصلاحيين، بمساندتهم الفتنة، يؤذون أنفسهم بشدة وقد لا يحظون بأي وجود في الانتخابات المقبلة، نعتقد ان فكرة الاصلاحات موجودة في المجتمع». وانتقد باهونار رجل الدين المتشدد أحمد جنتي، الذي دعا الى محاكمة موسوي وكروبي، معتبراً ان طرح هذا الموضوع علناً «ليس من مصلحة النظام». أتى تصريح باهونار بعد أيام على تحذير النائب المحافظ البارز علي مطهري نجاد، من انه قد يخضع لمساءلة أمام البرلمان اذا لم يوقف حديثه عن «مدرسة للفكر الايراني»، بدل تلك الإسلامية. في غضون ذلك، تمكّن أقارب لموسوي وزوجته زهرة رهنورد، من زيارتهما بعد 22 يوماً من قطعهما عن العالم. ونشر موقع «كلمة» التابع لموسوي، بياناً لبناته أفاد بأن إحداهنّ وشقيقة لرهنورد وشقيقاً لموسوي، زاروا الأخيرين في الثامن من الشهر الجاري، في منزل قريب من منزلهما في شارع باستور بطهران. وأشارت بنات موسوي الى ان أجهزة الأمن استدعت الثلاثة، مبلِّغة إياهم إمكان رؤية الزوجين، لكنها اشترطت «الامتناع عن التحدّث في السياسة». ولفتت الى ان الثلاثة أُدخلوا عبر فناء تتمركز فيه أجهزة الأمن، الى «منزل من غرفة واحدة»، مؤكدة ان موسوي ورهنورد «فوجئا بالزيارة». وقال موسوي لأقاربه إن أجهزة الأمن دهمت منزله في 14 شباط (فبراير) الماضي، أي في يوم تظاهرة المعارضة، وصادرت كتباً وأسطوانات مدمجة وأغراضاً شخصية، بينها وثائق سرية تعود الى تولِّي موسوي رئاسة الوزراء في ثمانينات القرن العشرين، اضافة الى اسطونات مدمجة تتّصل بعمل رهنورد وبحوثها الجامعية. وأعرب موسوي عن قلقه لمصادرة وثائق «يجب ألا يطّلع عليها أحد سواه»، فيما اشارت بناته الى انه وزوجته «مصممان أكثر من أي وقت مضى، على الالتزام بتعهدهما إزاء الشعب الايراني». أتى ذلك بعد إعلان أبناء كروبي ان أضواءً أُشعلت في منزله، للمرة الأولى منذ 18 يوماً. في غضون ذلك، أعلن مسؤول قضائي ايراني ان محاكمة الأميركيين الثلاثة الذين اعتُقلوا في تموز (يوليو) 2009 بتهمة التجسس لدخولهم الاراضي الايرانية في شكل غير شرعي من كردستان العراق، ستُستأنف في 11 أيار (مايو) المقبل. الى ذلك، اعتبر رئيس البرلمان علي لاريجاني، أن «مؤشر التهديدات ضد إيران آخذ في الهبوط، بفضل صمودها وتمسّك الشعب الايراني بأهداف الثورة». وقال: «تواجه إيران غالباً ضجيجاً سياسياً لا يتعدى كونه صراخاً، ولا يرقى الى مستوى العمل». من جهة أخرى، أعلن رئيس «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي، ان بلاده «تسعى الى تصدير مواد وخدمات نووية في الاسواق العالمية». وقال: «نعمل على ان تصبح المواد والخدمات النووية الإيرانية قابلة لمنافسة نظيراتها».