قتل سبعة اشخاص على الاقل وأصيب نحو ثلاثين بجروح الاثنين بانفجار سيارة مفخخة على الحدود بين تركيا وسورية، كما قتل 14 عنصراً على الاقل من المخابرات السورية الاثنين بتفجير سيارتين يقودهما انتحاريان امام مفرزتين امنيتين في الحسكة (شمال شرقي سورية)، وسيطر مقاتلون معارضون الاثنين على سد الفرات في شمال سورية، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة شرق دمشق. وأعلن حسين سنوردي، رئيس بلدية بلدة ريهانلي التركية المحاذية للحدود السورية، لشبكة «ان تي في» التلفزيونية ان سيارة مفخخة تحمل لوحة تسجيل سورية انفجرت في القرية مخلفة أكثر من سبعة قتلى وثلاثين حريحاً. وأضافت الشبكة ان العشرات من سيارات الاسعاف هرعت الى مكان الانفجار فوراً لاسعاف الضحايا. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية وقوع الانفجار، موضحاً انه تسبب في إحراق نحو 15 سيارة متوقفة قرب آخر نقطة مراقبة تركية قبل الحدود. ووقع الانفجار على بعد نحو اربعين متراً من المركز الحدودي في جيلويز اوغلو، كما أوضحت شبكة «ان تي في» ايضاً. وهذا الانفجار هو الحادث الاكثر خطورة على الحدود بين سورية وتركيا منذ سقوط قذيفة في بداية تشرين الاول (اكتوبر) الماضي اطلقها الجيش السوري على قرية اكجاكالي الحدودية التركية الى الشرق وأسفرت عن مقتل خمسة مدنيين اتراك. على صعيد آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل «ما لا يقل عن 14 عنصراً من المخابرات العامة (امن الدولة) والمخابرات العسكرية، وذلك اثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة سيارتين مفخختين امام مفرزتي المخابرات العامة والمخابرات العسكرية في مدينة الشدادة»، مشيراً الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب «وجود عدد كبير من الجرحى بحالات خطرة». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان المدينة «تشهد اشتباكات، وهي باتت شبه خالية من السكان». الى ذلك، ذكر عبدالرحمن ان مقاتلين معارضين سيطروا الاثنين على «سد الفرات في مدينة الطبقة الذي ما زال عاملاً» في شمال سورية، وهو اكبر السدود المائية في البلاد، معتبراً انها «الهزيمة الاقتصادية الاكبر» للنظام السوري منذ بدء النزاع. وأوضح عبدالرحمن ان «مقاتلين من جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) وكتيبة احرار الطبقة وكتيبة اويس القرني»، دخلوا الى غرف التحكم بالسد «قبل ان يعودوا ويتمركزوا على مدخليه، تفادياً لأن يقوم النظام بقصف هذا السد الحيوي». وبث ناشطون شريطاً مصوراً على شبكة الانترنت، يظهر الاجهزة العاملة في داخل السد. ويقول المصور «من داخل سد الفرات في مدينة الطبقة، جولة ميدانية (...) ها هو السد يعمل في شكل طبيعي بعد تحريره من عصابات الاسد». وقال عبدالرحمن ان السد والمدينة «سقطا في 24 ساعة من دون اي مقاومة». وأضاف: «فر قادة الاجهزة الامنية الاحد الى مطار الطبقة العسكري عبر طائرات مروحية، كما فر الكثير من عناصر الامن من احياء المدينة التي تقطن فيها كافة مكونات الشعب السوري الدينية والعرقية». ويسمح السد المقام على النهر الذي يعبر تركيا وسورية والعراق، بري آلاف الهكتارات، ويحجز خلفه «بحيرة الاسد»، ودشن في مطلع عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار، خلال السبعينات من القرن الماضي. ويبلغ طول السد 4.5 كليومتر وعرضه من القاعدة 512 متراً وفي القمة 19 متراً، وارتفاعه 60 متراً، بحسب الموقع الالكتروني لوزارة الموارد المائية السورية. اما البحيرة فيقارب حجمها 14.1 بليون متر مكعب. في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في شرق دمشق. وقال سكان ونشطاء إن الجيش السوري أرسل تعزيزات مدرعة إلى حي جوبر المجاور لساحة العباسيين بعد أن سيطر مقاتلو المعارضة على أحد مواقع القوات النظامية في المنطقة، وهو الثالث منذ اقتحام المقاتلين حي جوبر الأسبوع الماضي على حد قولهم. ورغم ذلك ظلت قوات الأسد ثابتة في مواقعها بوسط العاصمة. وقال ناشط معارض في دمشق يدعى عامر ان «المعركة الأساسية تدور في جوبر. يبدو أن مقاتلي المعارضة يتقدمون في القطاع الشرقي. لكن وسط دمشق مغلق بالحواجز الخرسانية وقوات الأمن تنتشر في كل مكان. لا يمكننا القول إن لهم (أي مقاتلي المعارضة) وجوداً فعالاً حقيقياً في الوسط». وأضاف أن الجيش يخضع على ما يبدو لضغوط كبيرة للغاية في جوبر دفعته لنشر دبابات هناك أتى بها من ضاحية داريا بجنوب غربي دمشق قرب الطريق السريع المؤدي إلى الحدود الأردنية حيث يشتبك مع مقاتلي المعارضة منذ شهرين. وأظهر تسجيل مصور نشرته جماعة معارضة تعرف باسم «لواء الإسلام» أعضاء من الجماعة وهم يطلقون صاروخاً يقولون إن مداه يبلغ 60 كيلومتراً ما يعكس تحسناً واضحاً في أسلحة المعارضة. وقالت شبكة «شام نيوز» المعارضة إن مقاتلي المعارضة اقتحموا ثكنة عسكرية في جوبر وهاجموا حاجزاً في منطقة العفيف ليل أول من أمس. وتقع منطقة العفيف قرب القصر الرئاسي على سفح جبل قاسيون إلى الشمال الغربي من المدينة. وتحدث نشطاء أيضاً عن هجوم بقذائف الهاون على أحد مراكز الشرطة في منطقة عرنوس بوسط دمشق من دون أي تفاصيل. واضافوا ان اشتباكات وقعت في منطقة القلمون على الطريق السريع بين دمشق وحمص قرب قاعدة عسكرية أطلقت منها صواريخ سكود على منطقة خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.