اعتبر رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أنه «لا يمكن القبول بتصوير عرسال على أنها بؤرة محاصرة من الجيش اللبناني»، مؤكداً في موقفه الأسبوعي للموقع الإلكتروني لجريدة «الأنباء» الصادرة عن «الحزب التقدمي الاشتراكي» ينشر اليوم أن «لا عرسال تستحق المحاصرة ولا الجيش في موقع محاصرة البلدات والقرى اللبنانية التي يتولى حمايتها وتأمين الاستقرار فيها». وقال: «إذا كان من حصار فهو من قبل بعض الدخلاء الذين يريدون تشويه تاريخها العربي أو من بعض الذين يعتلون المنابر في الشمال متناسين التضحيات الاستثنائية التي بذلها الجيش اللبناني في معركة نهر البارد ووأد الفتنة في تلك المنطقة، ومتناسين أيضاً الرسالة المهمة والرصينة التي وجهها الرئيس سعد الحريري وطلب فيها أعلى درجات التضامن مع الجيش، ومتناسين كذلك دور والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن على مشارف ذكرى استشهاده، في أحداث الضنية عام 2000 وتأييده لتوقيف كل المعتدين على الجيش على رغم خلافه آنذاك مع إميل لحود». وأضاف: «وإذا كان من حصار فهو من بعض صغار الكتبة والنواب وأبناء النواب الذين يستفيدون من الفراغ وشيء من الضياع في تيار المستقبل، وعينهم على السراي الكبيرة ورئاسة الحكومة، أو من الذين لهم الباع الطويل في حروب الإلغاء العبثية، فبئس كل تلك الأصوات». ودعا إلى «تحصين الجيش اللبناني والالتفاف حوله وإبعاده عن التجاذبات السياسية الضيقة والخلافات الفئوية، فهو فوق كل هذه السلوكات السياسية المنحرفة ودوره محل إجماع وطني»، مشدداً على «الابتعاد عن التهجم على الجيش، وفي الوقت ذاته، عدم الدخول في حفلات مزايدة رخيصة للإيحاء بأن الجيش هو لفريق دون سواه من اللبنانيين». وسأل: «لماذا يريد البعض استيراد الأزمة السورية إلى لبنان بأي ثمن؟ ألا يكفي سورية مصائب التآمر والتخاذل الدولي من الخارج وأداء بعض الدخلاء على الثورة السورية المدنية الديموقراطية في الداخل من شتى أنواع الفرق والمذاهب والتيارات التكفيرية؟ وألا يكفي لبنان همومه ومشاكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وتردي الخدمات كالكهرباء والهاتف الخليوي وخطوط الإنترنت وسواها من الأمور الحياتية التي لا تزال تتعثر عند كل منعطف؟». ورأى جنبلاط أن «زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى دمشق، فوق كل التجاذبات وفي أوج العاصفة والحرب، أتت لتبعث رسالة أمل للمسيحيين في سورية ولتؤكد ضرورة حماية التنوع المشرقي في لحظة صار فيها صوت المدفع وهدير الطائرات وأزيز الرصاص وفتاوى التكفير هي المتحدث الأول على حساب أي مساحات مفترضة للعيش المشترك بين الطوائف والمذاهب». وسأل عن سبب «هذه الحملة الشعواء على رئيس البلاد (ميشال سليمان) من بعض الأقزام من هنا والأبواق من هناك، وهو الذي سجل في ولايته الرئاسية مواقف متقدمة وشجاعة على أكثر من صعيد خصوصاً تأكيده أن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة الخلافات بين اللبنانيين وتقديمه رؤية متكاملة حول كيفية الاستفادة من قدرات المقاومة دفاعياً عن لبنان ولأهداف لبنانية فقط؛ وأخيراً وليس آخراً، هو الذي رفض مراراً تسليم المطلوبين السوريين إلى سلطات بلادهم، أي إلى الإعدام عملياً»، داعياً إلى الكف عن المزايدات على رئيس الجمهورية «الذي انتخب بإجماع لبناني وعربي ودولي نادر، ومسؤولية كل القوى السياسية المساعدة على إنتاج المناخات الملائمة للقيام بدروه الوطني المهم. فتحية له على أسلوبه السهل الممتنع». وعربياً، استغرب جنبلاط أن «تقع بعض القوى التي تولت الحكم بعد الثورات التاريخية في أخطاء من ثارت ضدهم لا سيما لناحية إعادة إنتاج أنماط مشابهة للمراحل السابقة كالاغتيال السياسي أو الإقصاء أو التكفير»، مؤكداً أن الشعب التونسي «لن يقبل أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء مع اغتيال قائد الثورة وشهيدها شكري بلعيد». وقال: «في مصر، لا يمكن أيضاً الموافقة على عودة الأمن المركزي لممارسة دوره السابق الذي قام به أيام الرئيس حسني مبارك»، سائلاً: «لماذا لا تعيد بعض المنابر الإعلامية العربية النفطية الاعتبار لمفاهيم الإسلام الأساسية السمحة التي تنادي بالأخوة والمحبة والسلام ورموزه الأساسية من أمثال عبد القادر الجزائري ومحمد عبده وشكيب أرسلان أو لتراث الأزهر الذي أصدر وثائق تاريخية تتعلق بالحريات والديموقراطية؟ ولماذا الإصرار على تصوير الإسلام على أنه إرهابي ويتحرك وفق الغرائز التكفيرية؟».