قد تصبح مارينا سيلفا أول رئيسة سوداء للبرازيل، وتنتمي إلى الطائفة الإنجيلية. وسيلفا المدافعة عن البيئة، التي تتمتع بحضور قوي وشعبية كبيرة، كانت عاملة في مزارع المطاط في منطقة الأمازون، ولم تتعلم الكتابة والقراءة قبل سن السادسة عشرة. وهذه المرأة البالغة من العمر 56 عاماً، عملت خادمة ثم شبه راهبة، ثم نقابية وناشطة في "حزب العمال" اليساري، قبل أن تصبح عضواً في مجلس الشيوخ، فوزيرة للبيئة في عهد الرئيس السابق لولا دا سيلفا (2003-2010). وتعد هذه السيدة المتدينة، في تنافسها مع الرئيسة الحالية ديلما روسيف، لانتخابات الخامس من تشرين الأول (أكتوبر)، "بسياسة جديدة" خارج إطار الأحزاب الكبرى في الحكومة، ولعبة التسويات. وهي تعد بمزيد من الإجراءات الصارمة في الميزانية، ومواصلة المعركة ضد التفاوت الإجتماعي. ودفعها إلى الترشح مقتل مرشح الحزب الاشتراكي البرازيلي، ادواردو كامبوس، في آب (أغسطس). وكانت تحالفت معه لمنصب نائب الرئيس، لأنها لم تتمكّن من تسجيل حزبها الجديد في الوقت المناسب. وقالت، في تجمع انتخابي جرى أخيراً في ساو باولو، معقل النشاط النقابي، حيث بدأت عملها السياسي، "سننتخب أول رئيسة سوداء للبرازيل". وولدت مارينا سيلفا في العام 1958، في عائلة تعمل في مزارع المطاط في الأمازون، ولم تتعلم القراءة والكتابة حتى سن السادسة عشرة، وكانت زميلة تشيكو مينديس، المدافع الشهير عن منطقة الأمازون. وفي سن العاشرة، عملت في جمع المطاط، ونجت مرات عدة من أمراض خطرة من بينها "لشمانيا". وبعد إصابتها بالتهاب الكبد الوبائي في شبابها، غادرت قريتها لتتعالج في ريو برانكو، عاصمة المنطقة، حيث تعلمت القراءة، وعملت خادمة لتؤمن احتياجاتها. ودخلت إلى الدير لتصبح راهبة، وبقيت لأكثر من سنتين، ثم تخلت عن الفكرة، وقررت أن تعمل من أجل الفقراء. وبدأت العمل النقابي مع منديس، المدافع عن منطقة الأمازون، وشاركت معه في المقاومة السلمية "لجامعي المطاط"، ضد إزالة الغابات. وفي الوقت نفسه حصلت على شهادة جامعية في التاريخ. فتحت فرعاً للنقابة المركزية الوحيدة للعمال في منطقتها، بمساعدة تشيكو منديس. وهذه النقابة كانت مرتبطة بحزب العمال الذي يقوده لولا. ونشطت فيه حتى 1988 بعد مقتل منديس. وبصفتها عضواً في حزب العمال، انتُخبت عضواً في مجلس بلدية في ريو برانكو. وفي 1994، عندما كانت في السادسة والثلاثين، أصبحت أصغر عضو في مجلس الشيوخ، في تاريخ البرازيل. وعند انتخاب لولا رئيساً في 2003، عيّنها وزيرة للبيئة، ونجحت في منصبها هذا في الحدّ من انحسار الغابات. وفي 2009، انسحبت من حزب العمال قائلة إنها ترفض نموذج التنمية الذي يعتمد على تدمير الموارد الطبيعية. وأحدثت مارينا سيلفا مفاجأة في انتخابات 2010، عندما حصلت على نحو 20 في المئة من الأصوات مع حزبها الصغير، حزب "الخضر". وفي النهاية حلّت في المرتبة الثالثة، في حين فازت ديلما روسيف مساعدة لولا. وهي تلقى تأييد الشباب بسبب مواقفها حول التنمية المستدامة. وفي 2014، أرادت مجدداً الترشح إلى الرئاسة مع حزبها، لكنها لم تحصل على اعتماد حزبها في الوقت المناسب لدى المحكمة الانتخابية، وتحالفت بالنهاية مع إدواردو كامبوس.