في الوقت الذي يقوم بعض الزعماء العرب بمتابعة بعض المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي، والرد على بعض التعليقات التي يدوّنها بعض المتابعين لحساباتهم الشخصية، يفضّل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السير وحيداً في «تويتر»، إذ لا يتابع أحداً في النسخة التركية من حسابه في «تويتر»، بينما اكتفى بمتابعة رئيس بلاده بالنسبة إلى النسخة العربية من حسابه، كما يصعب العثور على أيّ ردود له على أيّ من التعليقات التي يدوّنها المتابعين للنسخة التركية من حسابه في «تويتر»، والبالغ عددهم نحو 2.3 مليون متابع أو في حسابه العربي الذي يتابعه أكثر من 260 ألف متابع. وبينما يبذل بعض المسؤولين العرب في مواقع التواصل الاجتماعي جهداً واضحاً، لترويج جوانب من شخصيتهم بعيداً عن الطابع الرسمي، على رغم أنها قد لا تكون دائماً حقيقية كصورة المسؤول خفيف الظل والجاد في الوقت نفسه، والمسؤول المرهف والحازم في الوقت ذاته أيضاً، إلا أن أردوغان في موقع «تويتر»، وفي صفحته على ال«فيسبوك» التي تحظى بإعجاب أكثر من 1.8 مليون شخص، هو ذاته أردوغان رئيس وزراء تركيا، يغرد ويدوّن في صفحة «فيسبوك» الخاصة به ما يصرّح به في اللقاءات التلفزيونية، وما تتضمنه كلماته في المحافل الدولية. كما تقتصر الصور التي ينشرها رئيس الوزراء التركي في حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي على صور الأنشطة الرسمية التي يقوم بها، سواءً كانت أنشطة سياسية أم اجتماعية أم إنسانية بحتة، ما يظهر أن الأتراك لا يستمتعون بصور الزيارات المفاجئة التي يقوم بها بعض المسؤولين العرب لمؤسسات الدولة، ويكون في استقبالهم خلالها بعض الصحافيين ومدراء المؤسسات التي حظيت بتلك الزيارات. ومثل ما لم يتخل أردوغان عن رسميته في مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتخل أيضاً المغردون العرب عن خفة ظلهم، وشغبهم أحياناً، فتكاد لا تخلو تغريدة للرئيس التركي من تعليق طريف، إذ رد أحد متابعيه على تغريدة أعلن خلالها أردوغان موقع المطار الثالث لإسطنبول، بأن حلمه مطار لائق ببلاده، وناشده التصدق على مدينته بمطار واحد، فيما علّق آخر على تغريدة أخرى، بقوله إنه معجب بشخصية أردوغان، موجهاً سؤالاً مباشراً له عن سبب منعه الجزء الرابع من مسلسل حريم السلطان. وفي مقابل عدد كبير من متابعيه الذين لا يخفون غيرتهم من الأتراك، لتمتعهم برئيس وزراء من نوعية أردوغان، يقود بلاده بخطوات ثابتة نحو النجاح، هناك كثيرون أيضاً لا تقنعهم مصطلحات الفروسية التي يتقنها أردوغان، ويرون رفضه الاعتذار عن مذابح الأرمن وتمسكه بإنكارها متناقضاً مع ما يتغنى به من إنسانية، كما يعتبرون المشكلات التي يعانيها الأكراد في بلاده، كما أورد أحد المغردين من الأمور التي تجسد مقولة «السياسة لا تعرف الحب». وبين محب متيم بأردوغان، وناقم يتهمه بممارسة النفاق السياسي، لا تخلو صفحة أردوغان على «تويتر» من مغردين خارج السرب، يعلقون غرباً حين يغرد أردوغان شرقاً. وتتنوع تعليقاتهم بين الشتائم والتكذيب، وتنتقل من تغريدة أردوغان إلى تناول المعلقين.