وضعت مواقع الإعلام الجديدة عدداً من المسؤولين السعوديين باختلاف مناصبهم في مواجهة مفتوحة مع مستخدميها من المواطنين والمقيمين، بعيداً عن روتين المخاطبات الرسمية أو مواعيد الانتظار التي ألقت بظلالها على «حميمية» التواصل بين الطرفين لوقت طويل. وسجل بعض الوزراء وأصحاب القرار في عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة حضورهم في موقعي «فيسبوك» و«تويتر» على وجه الخصوص، إذ يتفاوت طرحهم في حساباتهم الخاصة على هذه المواقع، ما بين قرارات رسمية وتعليقات عابرة تارة، وبين ردود مقتضبة وحضور صامت تارة أخرى. ويأتي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، الذي يصف نفسه على صفحته في «تويتر» بأنه (مهتم بالإبداع وإدارة التغيير والتطوير)، كأكثر المسؤولين السعوديين تفاعلاً في شبكات التواصل الاجتماعي، في ظل ملاحقة أكثر من 100 ألف متابع لحسابه في «تويتر»، إذ يغرد الوزير الربيعة تغريدات تمس بشكل مباشر أبرز ما تصدره وزارته من قرارت، ويشارك أيضاً في حملات التوعية التي تقوم بها «التجارة»، مثل حملة «حررته فقيدني» للتحذير من تحرير الشيكات من دون رصيد، كما يتلقى بعض المخالفات التجارية على حسابه، وفي أحيان أخرى يعيد نشر تغريدات حساب وزارته. وأمام نشاط وزير التجارة والصناعة في «تويتر»، يبرز حضور وزيري الإعلام والعمل في «فيسبوك»، فوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة كان له السبق في استخدام أدوات الإعلام الجديد، حين دشن صفحة شخصية له على موقع «فيسبوك» في الخامس من حزيران (يونيو) 2009، وبلغ حينها عدد أصدقاء الوزير في الموقع أكثر من 5 آلاف صديق ومتابع، محققاً الحد الأعلى من الأصدقاء وفقاً لسياسة موقع «فيسبوك»، وهو ما دفعه إلى فتح صفحة إضافية تتيح للأصدقاء الجدد التواصل معه. ويتفاوت مستوى تفاعل الوزير خوجة مع حسابه في «فيسبوك» مقارنة بنظيره في «تويتر» الذي أصبح من رواده منذ أيار (مايو) 2010، وعلى رغم قلة المشاركة في كلا الموقعين إلا أن الوزير خوجة يتابع المشكلات التي تواجه العديد من الإعلاميين وتتداولها الشبكات الاجتماعية. وتبدو مشاركات وزير الإعلام في كتابة الحالات الزمنية في «فيسبوك» قليلة، بالنظر إلى تاريخ تأسيس الصفحة، بيد أن المشاركات التي يكتبها الأصدقاء أكثر من مشاركات الوزير نفسه في صفحته، ويحرص الوزير خوجة بين فترة وأخرى على مشاركة قصائده وأعماله الأدبية مع جمهوره. أما وزير العمل الدكتور عادل فقيه الذي افتتح صفحة «like» (الإعجاب) بلغة «فيسبوك»، بعد أن أراد توسيع دائرة المشاركة مع مستخدمي الموقع، ومنحه تفاعلاً أكبر، وهذا ما لا تمنحه الصفحات الشخصية، التي لا تقبل بوجود أكثر من 5 آلاف صديق، فحظيت صفحته بما يزيد على 30 ألف «معجب»، وعرّف الوزير متصفحه ب «حوار مفتوح مع الوزير»، وأنشأ الوزير صفحته الحوارية في 21 من أيلول (سبتمبر) من عام 2010، إذ كانت آخر كتاباته في الصفحة هو استعرض آخر المستجدات بخصوص المحادثات الثنائية بين الطرفين السعودي والفيليبيني، بخصوص أزمة استقدام العمالة، وحرص على أن يبشّر رواد صفحته بأنه سيتم السماح للعمالة الفيليبينية للعمل في السعودية من خلال الاستقدام مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وعلى رغم أن المواقع الإلكترونية الرسمية للجهات الحكومية تؤدي جزءاً يسيراً من التواصل الاجتماعي، إلا أن الغالب فيه يكون لتسويق أخبارها ذات طابع «العلاقات العامة» وما ينشر في وسائل الإعلام حول المنشأة، مثل وزارة التعليم العالي التي أسست صفحة إعجاب في «فيسبوك» وربطتها بموقعها الإلكتروني، وأيضاً عمدت وزارة الصحة إلى استخدام الموقع نفسه لنشر أخبارها وبث نصائح توعوية في الجانب الصحي.