بشجاعة نادرة، تقود المحامية الفلسطينية الشابة شيرين العيساوي، معركة ضارية، وعلى أكثر من صعيد، ضد الاحتلال الإسرائيلي وسلطاته العنصرية، نصرة لشقيقها الأسير سامر العيساوي الذي يخوض إضراباً أسطورياً عن الطعام، فاق المئتي يوم... نعم أكثر من 200 يوم، وهو مضرب عن الطعام، وأخيراً عن الماء، ما قد يجعل أيامه، ووفق العديد من الأطباء، معدودة، ما لم تستجيب سلطات السجون الإسرائيلية لمطالبه، هي التي أجلت النظر في قضيته إلى الشهر المقبل. وكان آخر فصول نشاط العيساوي الأخت، مشاركتها في الجلسة الأخيرة لمحاكمة شقيقها، فعلى رغم تشديدها، ومن ناحية قانونية، على قرار الأطباء عدم قدرة سامر، بسبب تدهور حالته الصحية، على المثول أمام المحكمة، إلا أن سلطات الاحتلال أصرت على حضوره في سيارة إسعاف، وهو ما أثار حفيظة شيرين التي هاجمت سلطات الاحتلال في قاعة المحكمة، واتهمتها باستهداف حياة شقيقها، والضغط عليه لإنهاء إضرابه بأي شكل من الأشكال والذي جاء عقب اعتقاله بشكل مخالف لاتفاقية صفقة التبادل التي خرج على إثرها، واصفة هذه السياسة بالقتل البطيء والممنهج لسامر «الذي يحتضر». وقالت شيرين: «آخر مرة شاهدنا فيها سامر كانت يوم اعتقاله في 7/7، ومنذ اعتقاله لم يسمح لنا بالتواصل معه، لكني أراه في جلسات المحاكم، وأعمل ما بوسعي لتبقى قضيته حاضرة في أذهان الفلسطينيين أولاً، ومن ثم مواطني الدول العربية، ولو استطعت إيصال قضيته إلى المواطن الأجنبي العادي في أميركا وأوروبا وغيرها سأقوم بذلك... الآن هناك العديد من الحراكات الشبابية في القدس والضفة الغربية وفي الأراضي المحتلة عام 1948 لنصرة سامر، وآخر تحرك كان توجه من يستطيع منهم إلى مستشفى سجن الرملة الذي نقل إليه، قبل أيام، وكنت معهم، في محاولة لإيصال رسالة له بأنه ليس وحده». وكانت سلطات الاحتلال فرضت على المحامية الشابة الإقامة الجبرية في منزل أسرتها في القدس، في الشهر الأخير من العام الماضي، بعد احتجازها لمدة 24 ساعة بتهمة «الاعتداء على أمن محكمة الصلح»، حيث تم فرض الإقامة الجبرية عليها لعشرة أيام مع فرض كفالة مالية بقيمة 2500 شيكل (قرابة 700 دولار أميركي)، إضافة إلى منعها من حضور جلسات محاكمة أشقائها في محكمة الصلح لمدة ستة أشهر... وقالت: «هذا جزء من حرب كاملة على العائلة، وعلى بلدة العيسوية، فمنذ اعتقال سامر وحملة التضامن الكبيرة معه، هناك اقتحامات شبه يومية لمنزلنا ومنازل البلدة، اعتقل خلالها المئات، وتم هدم خيمة التضامن معه قرابة عشرين مرة. لا يريدون فعاليات تضامنية معه... تم اعتقال شقيقي فراس، ومنعه لتسعين يوماً من المشاركة في أية فعاليات تضامنية». وتصف العيساوي الحراك الشعبي لنصرة سامر والأسرى بالجيد، لكنه «لا يرقى إلى مستوى تضحيات الأسرى».