على رغم الأمطار الغزيرة والبرد القارس والرياح الشديدة، واصل عدد من الفلسطينيين أمس التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في وقت أضرب فلسطينيون وعرب وأجانب عن الطعام في دول عدة في العالم تضامناً معهم. وظلت خيمة التضامن مع الأسرى المنصوبة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة «صامدة» في وجه الرياح الشديدة التي اقتلعت الأشجار وكسرت أخرى وأطاحت لوحات إعلانية ضخمة وأسقطت أعمدة كهرباء وهاتف. وواصل ستة أسرى الإضراب المفتوح عن الطعام، من بينهم ثلاثة من قيادات حركة «الجهاد الإسلامي» هم جعفر عز الدين وطارق قعدان ويوسف شعبان الذين نقلتهم مصلحة السجون إلى مستشفى سجن الرملة لتدهور حالهم الصحية بعد أكثر من 40 يوماً من الإضراب عن الطعام. في هذه الأثناء، ينتظر الأسير سامر العيساوي الذي أضرب عن الطعام 180 يوماً النظر في قضيته الخميس المقبل بعدما تأجل مرات عدة، فيما رفض الأسير أيمن الشراونة المضرب عن الطعام منذ نحو ستة أشهر عرضاً إسرائيلياً بإطلاقه شرط إبعاده إلى الخارج أو محاكمته على قضية لم يتم تحديدها بعد، أو إعادته لقضاء مدة محكوميته التي كانت مقررة قبل إطلاقه ضمن صفقة «وفاء الأحرار» في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2011 البالغة (28 عاماً). وكان الشراونة علّق قبل أيام إضرابه بعد تحديد جلسة للمحكمة للنظر في قضيته في 22 من الشهر الجاري. وكانت عائلته أعلنت مطلع الشهر الجاري أن سلطات الاحتلال ومصلحة السجون نكثت وعدها بالإفراج عنه بعد تعليقه إضرابه المفتوح عن الطعام قبل فترة. إلى ذلك، أعلنت الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين عن دعمها ومشاركتها، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الفلسطينية والعربية والأميركية والأوروبية، في اليوم العالمي للإضراب عن الطعام لمساندة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي انطلقت فعالياته أمس. وطالبت الشبكة المؤسسات المشاركة في الحملة بالوقوف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وفي مقدمهم العيساوي، ومساندتهم في معركتهم العادلة من أجل نيل الحرية. وتتضمن فعاليات الحملة إضراب المشاركين فيها عن الطعام لمدة 24 ساعة أمس تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، إضافة إلى وقفات احتجاجية في واشنطن وعدد من العواصم الأوروبية، وتوجيه رسائل إلى الجهات الدولية والشخصيات السياسية وصنّاع القرار في الولاياتالمتحدة وأوروبا، تتناول الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حق الأسرى. ومن بين المؤسسات المشاركة في الحملة، مركز أحرار لدراسات الأسرى، ومؤسسة كسر القيد، ومركز أسرى فلسطين للدراسات، وجمعية أنصار فلسطين، وجمعية فداء لنصرة القضية الفلسطينية، ومجموعة أخبار الأسرى الإلكترونية.