شهدت مختلف المدن الفلسطينية الرئيسة أمس اعتصامات أمام مقار الصليب الأحمر الدولي تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. وشارك في الاعتصامات التي دعا اليها نادي الأسير الفلسطيني جمع كبير من المواطنين بينهم ذوي الأسرى المضربين عن الطعام وممثلون عن القوى والأحزاب والمؤسسات الأهلية. وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس «ان النادي بدأ حملة شعبية واسعة لتفعيل قضية الأسرى المضربين عن الطعام، وتحريك الشارع الفلسطيني لدعم الاضراب الذي يخوضه عدد منهم بقوة احتجاجاً على اعادة اعتقال 11 من المحررين في صفقة تبادل الاسرى، ومواصلة اعتقال العشرات ادارياً». وأضاف: «إن رفع مستوى المشاركة الشعبية في الفعاليات والأنشطة تشكل دعامة رئيسية في تعزيز صمود الأسرى» مشيراً الى أن الظروف التي يواجهها الأسرى عامة، خصوصاً المضربين عن الطعام، تزداد خطورة يوماً بعد يوم. وتحدث عن ان «وضع الأسرى المضربين عن الطعام في غاية من الخطورة، ونتطلع الى ان تشكل الحملة الشعبية ضغطاً على سلطات الاحتلال من أجل ان توقف معاناتهم». وعبر أهالي الأسرى المضربين عن الطعام عن قلقهم على حياة ومصير ابنائهم. وقالت شيرين العيساوي شقيقة الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 188 يوماً إن «صمت المؤسسات الدولية حيال محنة الاسرى المضربين عن الطعام غير مبررة». وأضافت: «الصمت الدولي هو جريمة أخرى ضد الاسرى». وقال شقيق الأسير طارق قعدان المضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين «لن نسامح أي إنسان كان بمقدوره أن يساعد الأسرى ولم يفعل». وأضاف: «لا أستطيع وصف وضع عائلتي بعد 63 يوماً من اضراب شقيقي طارق عن الطعام، فنحن نعيش في قلق دائم على حياته». وقال شقيق أسير ثالث مضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين هو جعفر عز الدين «الوقت ينفذ، فشقيقي يعاني من وضع صحي خطير، وعلينا التحرك لوضع حد لما يتعرض له مع زملائه الأسرى المضربين عن الطعام». وأضاف: «عائلتي تعيش في حالة توتر دائم وتنتظر أي خبر حتى لو كان بسيطاً لتطمئن عن وضعه الصحي». وقال محامي نادي الاسير جواد بولص انه صاحب أطول اضراب عن الطعام في التاريخ مصمم على مواصلة اضرابه رغم الخطورة الشديدة على حياته. وأضاف بولص الذي زار العيساوي في زنزانته «سامر يعاني الآن من حالة صحية صعبة للغاية تتمثل في آلام حادة بجميع أنحاء الجسم، خصوصاً في البطن والكلى، وضعف في النظر، وصداع في الرأس، ودوخة مستمرة، وعدم القدرة على الوقوف على قدميه، وأوجاع في الكلى وفي العمود الفقري، وعدم انتظام في نبضات القلب». وقال أن العيساوي يعاني من أوجاع حادة في القفص الصدري جراء الاعتداء الذي تعرض له قبل شهر في المحكمة من قبل السجانين. وأضاف: «الأطباء الذين يتابعونه يبدون قلقاً حقيقاً على حياته، بخاصة بعد أن صعد إضرابه، وامتنع عن شرب الماء». وبدأ الأسير سامر العيساوي (33 عاماً) إضرابه المفتوح عن الطعام منذ الأول من آب (أغسطس) العام الماضي احتجاجاً على اعادة اعتقاله بعد تحرره في صفقة تبادل الاسرى التي جرت بين حركة «حماس» واسرائيل أواخر العام 2011 بحجة مغادرة مدينته القدس ودخول الضفة الغربية. وطالب السلطات المحكمة العسكرية بإعادة تطبيق فترة حكمة البالغة 28 عاماً.