على النقيض من المستهلكين الذين يتهمون التجار بالجشع ورفع الأسعار، يؤكد التجار أن أسعار المواد الاستهلاكية ثابتة، وأنها من المرجح أن تتراجع بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المئة. وقال تجار ل«الحياة» إن الطلب يرتفع على منتجات معينة في شهر رمضان، واستهلاك الأسر السعودية يزيد بنسبة 50 في المئة عن معدله طوال العام، وبدأ المنتج الوطني ينافس المنتجات المستوردة، ويستحوذ على 50 في المئة من السوق. وأكد مدير شركة كابلي للمواد الغذائية واصف كابلي، أن استهلاك الأسر السعودية للمواد الغذائية في شهر رمضان يزيد بنسبة 30 في المئة عن بقية أيام العام، ومن المتوقع عدم ارتفاع الأسعار، بسبب وفرة المعروض والمخزون منها، مع العلم أن بعض المنتجات سيقل استهلاكها مثل الرز الذي يتراجع الطلب عليه بنسبة 20 في المئة. وقال كابلي ل«الحياة»: «إن نسبة استيرادنا من الخارج لمنتجات معينة تراجعت بسبب توافر المنتج المحلي عما كانت عليه في السنوات الأخرى، ولدينا استيراد من الدول العربية والخليجية القريبة، وتصل إلينا عبر الطرق البرية، ما ساعد في تخفيف الضغط على الموانئ، فأصبح المنتج المحلي في كثير من السلع يغطي 50 في المئة». وأضاف: «من المنتجات الوطنية المتوافرة والمطلوبة في شهر رمضان والتي تعتبر من أهم مكونات السفرة الرمضانية السعودية، الفول واللبن والقشطة والتمر والشوربة والسمبوسة والحلويات». من جانبه، توقع مدير مبيعات المنطقة الغربية في شركة بامجلي (رفض ذكر اسمه) أن ترتفع مشتريات المستهلك السعودي من المواد الاستهلاكية بنسبة 50 في المئة في الأيام التي تسبق شهر رمضان، وزاد الطلب على المنتجات المحلية، لأن سعرها تنافسي مع المستورد ووجودها يفوق 50 في المئة. وقال: «أسعار المنتجات الاستهلاكية كما هو متوقع لن ترتفع في هذا الموسم، وستكون مقاربة لأسعار العام الماضي، وذلك لحصول استقرار في بداية السنة، خلافاً للموسم الماضي، حين حصلت الطفرة وزادت الأسعار بنسبة تراوحت بين 30 و40 في المئة، وسببت هزة في سوق المواد الغذائية، ورفعت أسعار العمالة والشحن للمواد المستوردة، ولكن ستنخفض بعض المنتجات بنسبة 20 في المئة». أما المدير التنفيذي للتسويق والعلاقات العامة في سوبر ماركت بندة رامي رجب فقال: «إن الاستهلاك يزيد بنسبة 50 في المئة في رمضان، وأكثر المنتجات طلباً هي: الشوفان والدقيق والزيوت والعصيرات المركزة بأنواعها، وتوجد بعض المنتجات كالرز والدقيق والزيوت انخفضت أسعارها بسبب شدة المنافسة في الأسواق». وأضاف رجب: «بعد التضخم الذي حصل في بداية العام تراجعت الأسعار وستصل إلى معدل أسعار العام الماضي وأقل منه، وسيزداد شراء المستهلك بنسبة 20 في المئة، ولا يمكن المقارنة بين المنتجين المحلي والمستورد، لأن بعض المنتجات لا تتوافر محلياً، مع أن توافر المصانع زاد من الإنتاج المحلي لدينا بنسبة 70 في المئة». وقال أحد المستهلكين حسين عطار أن «استهلاك المواد الغذائية يزداد لدى الأسر السعودية في موسمي رمضان والحج بنسبة 100 في المئة، ولم نلمس أي فروق في الأسعار، فالمنتج الذي يزداد سعره لا ينقص إلا الشيء القليل»، منتقداً عدم وجود رقابة على الأسعار، وهو ما جعل التجار يرفعون الأسعار لتحقيق الأرباح.وتشير صالحة الجهني إلى أن قيمة شراء المواد الغذائية لأسرتها في رمضان تزداد الضعف، «فمعدل شراء المواد الاستهلاكية طوال العام يصل إلى 4 آلاف ريال وفي موسم رمضان يتضاعف، وأفضّل عند ذهابي للشراء البحث عن المنتج الوطني حتى أساعد في رفع الطلب عليه». وقالت: «أنصح جميع من حولي بأن يشتروا المنتج الوطني لتطوير الصناعة المحلية والاستغناء عن المنتج المستورد، لأن هذا الأمر يقلل من الأسعار بحسب ما أجده في الأسواق».