قررت جمعية «السرطان السعودية» في المنطقة الشرقية، تشكيل لجنة طبية، للوقوف على الحالات المتأخرة التي تصل إلى المستشفيات المتخصصة، ومناقشة سبب عدم تماشي الأعداد مع النسب المُسجلة في السجل الوطني للأورام. ووزعت الجمعية طلبات الانضمام إلى هذه اللجنة، على أن تفرز ويختار منها الأشخاص المناسبون لهذه المهمة. لتعمل على وصول الحالات في وقت مبكر، وبخاصة في ظل «الطفرة» في علاج معظم أنواع السرطانات. ومن المتوقع أن تضم اللجنة أطباء في طب الأورام، والعلاج الإشعاعي لعلاج الأورام، والأشعة، وجراحة الصدر والرئة والأنسجة. وأكد رئيس اللجنة الطبية في الجمعية السعودية للسرطان الدكتور إبراهيم الشنيبر، أن «جمعية السرطان نفذت فعاليات عدة، موجهة إلى المجتمع، وتوعيته بأهمية الكشف المبكر الذي يُعد إحدى الطرق المهمة في نسب نجاح العلاج، والتي تصل في بعض أنواعه إلى 98 في المئة، وبالعكس، فالحالات المتأخرة تصل فيها نسبة الشفاء إلى 15 في المئة». وأضاف الشنيبر، في كلمة ألقاها خلال احتفال الجمعية ب«اليوم العالمي لمكافحة السرطان» أن «الجمعية عملت على توعية المجتمع بأهمية الذهاب إلى العيادات المتنقلة المجانية، وعيادات الكشف المبكر، وعمل الفحوص اللازمة. كما قامت الجمعية بزيارة إلى مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر، لزيارة المرضى المنومين المصابين بالسرطان». وأوضح أن «الجمعية عملت على تطوير الكوادر الطبية، والمشكلات التي تواجه العاملين في معالجة الأورام، ومحاولة دراسة هذه المشكلات، وإيجاد الحلول للتقليل منها، بما يعود بالفائدة على مرضى المنطقة». وذكر «بعض الأطباء أن مرضى سرطان الرئة يأتون إلى المستشفى متأخرين، والأمر ذاته ينطبق على معظم المرضى القادمين إلى المستشفيات المتخصصة في الأورام»، مشيراً إلى أن نسبة الإصابة في المملكة «أقل من النسب العالمية في الأورام. لكن الشرقية تحتل مرتبة متقدمة في أمراض السرطان». وعن المحفزات التي تصيب الأشخاص بسرطانات الرئة، أكد الشنيبر، أن «التدخين، وأحياناً مادة «الإسبستوس» لهما علاقة ببعض سرطانات الرئة»، مشيراً إلى أن أسباب السرطانات بشكل عام هي «تغيرات كيماوية في الجينات، قد يكون لها علاقة بتلوث الجو، أو السمنة وعدم ممارسة الرياضة، وعدم الالتزام بالغذاء الصحي أو الوراثة». وأكد أهمية «دقة تشخيص سرطان الرئة، والكشف المبكر عنه، وتحديد نوعه، وآخر التطورات الحديثة، وتبادل الخبرات بين الأطباء المتخصصين»، لافتاً إلى أنه يقصد بدقة التشخيص أن «هناك أنواعاً من سرطانات الرئة وتغيرات جينية محددة، ومن المهم جداً معرفة الأشياء بدقة»، موضحاً أن «سرطان الرئة ليس من أكثر السرطانات شيوعاً في المملكة، وكذلك سرطان الثدي، ولكن مشكلة سرطان الرئة أنه أكثر فتكاً من الأنواع الأخرى». وأشار إلى أن التطورات في السنوات الأخيرة «بدأت نتائجها تظهر من خلال تمتع المرضى بصحة أحسن، وحياة أفضل، وسنين أطول، مع تطور المواد العلاجية، على رغم أنها لم تقضِ على المرض نهائياً». وأكد أن «سرطان الرئة لا يصيب الأطفال. بل الرجال والنساء على حد سواء، وهو أكثر شيوعاً في الرجال بعد سن ال40. ولكنه قد يصيب أي شخص»، موضحاً أنه «يوجد علاج كيماوي وآخر إشعاعي. وأحيانا يُلجأ إلى العلاج الجراحي، لتحديد المرحلة، أو للأنواع المحصورة في جزء معين، وليست منتشرة في الرئة، أو الأعضاء الأخرى في الجسم».