بعد أن تردد كثيراً إقدامها على مبادرات إدارية مخالفة لأنظمة وزارة التربية والتعليم، أقالت الوزارة رئيسة أكاديمية الملك فهد في لندن الدكتورة سمية اليوسف، وعينت بدلاً منها الدكتور عثمان الزامل الذي كان يشغل منصب مدير التقويم في الوزارة. وكانت اليوسف شغلت أوساط التربويين مرات عدة بمبادرات لا تتفق مع أنظمة وزارة التربية والتعليم، ولاسيما في ما يتعلق بالمناهج والتسهيل على أبناء الجالية السعودية في لندن، إضافة إلى أن أكاديمية الملك فهد صارت أخيراً تطبق نظام «البكالوريا الدولي» الذي لا يلتزم بمقررات المناهج السعودية. وعلى رغم أن الدكتورة اليوسف لم تكن موظفة سابقة في وزارة التربية والتعليم قبل اعتمادها لمنصب مديرة الأكاديمية، إذ تم ترشيحها من السفارة السعودية في لندن، إلا أن «الحياة» علمت بأن وزارة التربية والتعليم وجهات عليا في الدولة قدمت توصية مفصّلة عن عدم ملاءمة الدكتورة سمية اليوسف لإدارة أكاديمية الملك فهد. وكانت أكاديمية الملك فهد أطلقت في العام 1985 استراتيجية في الإدارة التربوية تختلف بشكل طفيف عن المدارس السعودية في الخارج، ويحددها أعضاء مجلس أمناء الأكاديمية الذي يترأسه السفير السعودي لدى بريطانيا الأمير محمد بن نواف، فيما تقوم وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع مجلس أمناء الأكاديمية، إضافة إلى إيفادها بعض المعلمين، وترشيح أسماء لرئاسة الأكاديمية. يذكر أن أكاديمية الملك فهد تصنف مدرسة مستقلة، كما أنها مسجلة مؤسسة خيرية طبقاً للقانون البريطاني، إذ تهدف إلى توفير برنامج تعليمي دولي ثنائي اللغة للطلاب السعوديين والعرب والمسلمين في العاصمة البريطانية، وتضم الأكاديمية مدرسة للبنين وأخرى للبنات الذين تراوح أعمارهم بين 3 و18 عاماً، كما تقدم الأكاديمية لطلابها برنامجاً تعليمياً عالمياً يستند إلى التعاليم الإسلامية، ويوازن بين تدريس اللغتين العربية والإنكليزية.