تحظى جبال محافظة فيفا بإقبال لافت من السياح سواء من المواطنين والمقيمين أو من سياح الخارج، نظراً لما تتمتع به من مناظر خلابة فضلاً عن مناخها البارد والهادئ والملائم للهاربين من درجات الحرارة المرتفعة والصخب في المدن الكبرى. وتعد جبال فيفا الأبرز على مستوى المرتفعات الجبلية لمنطقة جازان، إذ تأتي ضمن سلسلة المواقع السياحية التي يزورها السكان من الداخل والخارج، نظراً لما تتمتع به من مواقع سياحية ومناظر خلابة. وتحد جبال فيفا محافظات جبلية عدة، فمن الشرق جبال الداير بني مالك ومن الشمال جبال بني غازي، وجميعها تشكل مجموعة من المرتفعات السياحية وتلتف حولها مجموعة من الأودية تكون منابعها شلالات مستمرة طوال العام. وأشار أحد سكان فيفا سلطان الفيفي، إلى أن المرتفعات تتميز هذه الفترة بالضباب منذ الفجر الباكر إلى حين هطول الأمطار التي تتساقط بشكل شبه يومي محملة بحبات البرد، لافتاً إلى أن أبرز المواقع السياحية الوشر والدفرة والعبسية التي تقع في أعلى قمة فيفا، وتطل على عدد من المحافظات والأودية. ويعد الضباب سمة بارزة في المناطق والمدن السعودية الواقعة على سفوح سلسلة جبال السروات والمطلة على تهامة، وذلك بفعل تكثف الهواء الدافئ لدى صعوده من مناطق تهامة ذات المناخ الحار معظم أيام السنة وتحوله إلى سحب وضباب لدى ملامسته درجات الحرارة المنخفضة في قمم جبال السراة، كما هي الحال في جبال فيفا. وأضاف: «من بين ما يميز فيفا في الليالي الماطرة وصفاء الأجواء ظهور المصابيح على بعد يصل إلى 90 كيلومتراً مشكلةً لوحة ذهبية يستمتع بها جميع المشاهدين»، مبيناً أن الزي الشعبي للمحافظة، يتكون من الإزار والسميج، مع لف العمامة على الرأس تزينها أعشاب عطرية كالخطور والكادي والفل. وحول أبرز النباتات التي تتميز بها فيفا، يظهر عدد من النباتات والأعشاب العطرية، إضافة إلى الموز، لكن شجر العرعر يبقى الشجرة الأكثر انتشاراً على طول شريط سلسلة جبال السروات في المنطقة الجنوبية من السعودية، إضافة إلى شجر السدر والسمر. ويعتاد الأهالي رؤية الطيور البرية النادرة التي تتميز بجمال أشكالها وألوانها مثل «الحجل» و«الصفرد»، إلا أن اصطيادها يحتاج إلى مهارات وترتيبات خاصة نظراً إلى الذكاء الكبير التي تتمتع به هذه الطيور. لذا يلجأ الصيادون إلى عمل فخ يسمى «المحجاة»، وهي عبارة عن أشجار يراكمها الصيادون ويختبئون خلفها عند منابع المياه في انتظار قدوم أسراب الحجل لشرب المياه في الصباح الباكر قبل أن يطلقون عليها النار، وإن حالفهم الحظ يستمتعون بوجبة فاخرة من «الحجل المشوي». ولا يقتصر وجود الحيوانات والطيور النادرة على الحجل فقط، بل إن هناك غابات تعيش فيها مجموعة من الحيوانات المفترسة كالوشق والذئاب وهناك الوبر الجبلي إلى جانب أنواع من الطيور كطائر العقب والقطا والدرج. وأوضح أحد السكان عبدالله الفيفي، أن فيفا سميت بنجمة الجنوب منذ القدم ولا يزال الزوار يقصدونها إلى الآن نظراً لما تملكه من جمال في التضاريس ومناخ مميز، مشيراً إلى أن هناك فئة من السكان يميلون إلى إيجاد مبانٍ حديثة في المحافظة، إلا أن آخرين لا يزالون يتمسكون بالمباني الحجرية القديمة. ولا تغيب الأهازيج الشعبية عن المحافظة، إذ يهتم الأهالي بترديدها بخاصة في المناسبات والاحتفالات والأعياد، إذ يجتمعون سوياً لأداء الأهازيج الجبلية والرقصات الشعبية التي تعكس تراث المحافظة. ولا تختلف عادات لبس الأهالي في فيفا كثيراً عن المناطق الجنوبية المجاورة، وفي حين كانت النساء يستخدمن أنواعاً كثيرة من الحلي والفضة لتزيين أيديهن وأرجلهن مثل الأوضاح والأعلاج والخلخال، إلا أنها اندثرت ولم يتبقَ إلا القليل من كبيرات السن يلبسنها، وهي عادات تبدلت الآن بالذهب والمجوهرات فيما يرتديها البعض الآن كنوع من التجديد. أما كبار السن فلا يزالوا يتمسكون بلباسهن الشعبي القديم كنوع من الاحتفاظ بالعادات التراثية القديمة. ويحرص أهالي فيفا على المشاركة في المعارض الداخلية والخارجية بعدد كبير من تراثهم، كما هي الحال مع محمد الفيفي الذي أكد أن معروضاتهم تلقى إقبالا كبيراً من الزوار.