بيشاور، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - قال مسؤولون باكستانيون إن 18 رجلاً يشتبه في انتمائهم الى حركة «طالبان – باكستان» قتلوا على يد قرويين بهدف الثأر على ما يبدو شمال غربي البلاد حيث تدور مواجهات بين الجيش والمقاتلين الإسلاميين المرتبطين ب «القاعدة». وقال مصدر عسكري رفيع رفض نشر اسمه: «تم العثور على جثة 18 مقاتلاً إسلامياً» في مناطق مختلفة من إقليم سوات الذي استعاد الجيش السيطرة عليه بعد عملية عسكرية واسعة النطاق ضد «طالبان - باكستان». وأكد المسؤول الإداري الأعلى في المقاطعة عاطف الرحمن العثور على هذه الجثث من دون تحديد سبب الوفاة. وقال مصدر عسكري: «يبدو انهم قتلوا بالرصاص على يد سكان كانوا يخشون عودتهم مجدداً»، مؤكداً انهم لم يقتلوا في المعارك مع الجيش. وأوضح أن رؤوس بعضهم هشمت بالمطارق. ومنذ قرابة الشهر، شكل قرويون من سكان وادي سوات ميليشيا لمطاردة عناصر «طالبان» وقتلهم. في غضون ذلك، قال المبعوث الأميركي الى أفغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك إن إسلام آباد تنقل قواتها من الحدود مع الهند الى الجبهة الأفغانية محققة مكاسب ضد المسلحين ومعطية الولاياتالمتحدة فرصة للتركيز في شكل أكبر على المشاكل الاقتصادية التي تهدد تلك الدولة المسلحة نووياً. وأكد هولبروك للصحافيين الذين رافقوه الى إسلام آباد أمس ان تركيزه الحالي على المسائل الاقتصادية والاجتماعية بدلاً من الأمن، يعكس مكاسب الجيش الباكستاني في وادي سوات وبونر. وأدى الهجوم الباكستاني الى مقتل بيت الله محسود زعيم «طالبان – باكستان». ويقول مسؤولو الاستخبارات الأميركية ان الضربة الصاروخية على محسود من طائرة بلا طيار، أثارت صراعاً على السلطة في صفوف المسلحين. واستشهد هولبروك «بعلامات على التقدم» على الجبهة الأمنية من بينها استعادة السيطرة الباكستانية على منغورا عاصمة إقليم سوات. لكنه حذر قائلاً: «لا نعرف ما إذا كانت طالبان دمرت أم انها تفرقت فقط». وقال هولبروك: «إذا قارنت الموقف في باكستان اليوم مع ما كان عليه في آذار ونيسان، فإن هناك تغيراً مهماً». وبعد عدة أيام من المحادثات مع الزعماء في باكستان، يعتزم هولبروك السفر الى أفغانستان التي ستشهد انتخابات يوم الخميس المقبل. وأضاف هولبروك: «جرى استعادة السيطرة على سوات. وجرى إعادة السيطرة على بونر. وبيت الله محسود لم يعد موجوداً ويبدو أن هناك صراعاً على الخلافة بين قادته. هذا لا يعني أن المشاكل تم حلها فهو بعيد عن ذلك، لكن هذا يعد تحسناً كبيراً مقارنة بشهور قليلة سابقة». وبعد سوات خطط الجيش الباكستاني لتحويل اهتمامه بسرعة الى هجوم في منطقة وزيرستان الجنوبية الجبلية النائية على الحدود الأفغانية وهي معقل لمحسود. لكن مسؤولين أميركيين قالوا ان الهجوم المتوقع معلق في ما يبدو، وعلى الأقل في الوقت الراهن. وثبت ان سوات مكلفة بالنسبة لباكستان حيث خلقت أزمة لاجئين. ولم يتم بعد تأمين مناطق كثيرة في سوات كما ان من المتوقع ان تكون مهمة إعادة البناء شاقة للغاية. وأضافوا ان باكستان تعرف ان شن هجوم شامل على وزيرستان قد يثبت انه أكثر صعوبة بكثير. وأوضح مسؤولون باكستانيون لنظرائهم الأميركيين انهم يريدون معرفة كيف سينتهي الصراع على السلطة داخل «طالبان - باكستان» قبل الهجوم. كما انهم يشعرون بقلق من أن القيام بعمل عسكري في شكل أسرع مما يجب قد يدفع الجماعات المتناحرة الى تنحية خلافاتها وإعادة توحيد صفوفها. وقال هولبروك ان «الأمر مع وزيرستان معقد بالنسبة لهم. هناك لحظة للهجوم ولحظة لعدم فعل ذلك. وسيكون على الحكومة الباكستانية أن تقرر ذلك بنفسها».