استهدفت مقاتلات التحالف الدولي - العربي لليوم الثالث منشآت نفطية خاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، ما أدى إلى توقف استخراج النفط الخاضع لسيطرة التنظيم في شمال شرقي سورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الغارات استهدفت مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» وتنظيمات إسلامية أخرى، تضم مقاتلين من جنسيات غير سورية في جنوب شرقي مدينة الحسكة، لافتاً إلى أن القصف طاول أيضاً منطقة مسبق الصنع، على أطراف مدينة الميادين، الخاضعة لسيطرة التنظيم في دير الزور. وتابع «المرصد»: «قصفت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي - الدولي... منطقة حقل التنك النفطي في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، فيما تعرضت مناطق نفطية في بادية القورية بريف دير الزور الشرقي لقصف يعتقد أنه ناجم من ضربات صاروخية للتحالف العربي - الدولي ووردت أنباء عن خسائر بشرية في مناطق القصف». وأفاد ناشطون بتوقف استخراج النفط من الحقول التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة دير الزور، تخوفاً من الغارات التي يشنها التحالف، والتي استهدفت خلال اليومين الماضيين منشآت نفطية. وقال ناشط في المحافظة يقدم نفسه باسم «ليث الديري» لوكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت: «توقف استخراج النفط بسبب الوضع الأمني». وأردف أن «استخراج النفط توقف في كل حقول دير الزور، باستثناء حقل كونيكو المستخدم لاستخراج الغاز الذي يغذي ست محافظات». وأكد ناشط ثانٍ من دير الزور توقف استخراج النفط في الحقول التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي. وقال «ريان الفراتي» إن «الاستخراج توقف في شكل موقت» بعدما قصف التحالف الدولي 12 مصفاة للنفط على الأقل يسيطر عليها تنظيم «الدولة» منذ ليلة الأربعاء - الخميس. ولم تستهدف الغارات أي حقل للنفط. وزاد «الفراتي»: «قبل ذلك، كان الناس يتوجهون بكثافة» إلى هذه الحقول لشراء النفط من الجهاديين الذين يبيعونه بسعر أقل من أسعار السوق. وأوضح أن الناس «كانوا أحياناً ينتظرون أربعة أيام للحصول على النفط بسبب الطلب الكبير عليه. إلا أنه حالياً لا يوجد من يشتري أو من يتاجر في الحقول، خوفاً من الضربات». وتضم محافظة دير الزور الحدودية مع العراق ستة حقول للنفط، إضافة إلى حقل «كونيكو» للغاز. وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على هذه الحقول خلال تموز (يوليو) الماضي، علماً أنه يسيطر كذلك على غالبية المحافظة. ويشكل استخراج النفط وبيعه عصباً مالياً أساسياً للتنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تنفيذ ضربات في سورية دمرت دبابات للمتطرفين في دير الزور، وضربات في العراق في محافظة كركوك وإلى الغرب من بغداد. وقصفت طائرات أميركية وسعودية وإماراتية مساء الأربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها تنظيم «داعش» شرق سورية التي تشهد حرباً أهلية منذ ثلاث سنوات ونصف السنة. وللمرة الأولى تستهدف قوات التحالف منشآت نفطية بهدف تجفيف المصدر الرئيسي لتمويل الجهاديين الذين يبيعون النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة. وتقدر هذه العائدات بما بين مليون و3 ملايين دولار يومياً. وأسفرت الضربات الجوية التي بدأت في سورية الثلثاء عن مقتل 141 مسلحاً بينهم 129 أجنبياً، وفق «المرصد». وبين الأجانب 84 ينتمون إلى «الدولة الإسلامية».