ولدت موهبة السعودي ناصر عبدالواحد الكوميدية، عندما حاول معلموه إقصاءه عن الحصص المدرسية وإشغاله بالمسرح والنشاطات الثقافية، لكونه مشاغباً في فصله. ولكنه، يعتبر ذلك بداية علاقة عشق مع المسرح. رياح التمثيل شدّت عبدالواحد من منطقة إلى أخرى، بيد أنه مندهش لما وصل إليه الآن من شهرة ونجومية على مستوى المسرح السعودي. ويقول: «لم أتوقع يوماً أن أصل إلى ما وصلت إليه، لكنني كنت ابن المسرح منذ الخامسة عشرة من عمري. لم أكن مشاغباً عادياً، وكنت فكاهياً من طراز رفيع، ما جعل أساتذتي يدفعونني نحو النشاطات المدرسية حفاظاً على بقاء الحصص هادئة، وفي مقابل ذلك أحصل على درجات. وهم بذلك أسدوا لي معروفاً، إذ ولّدت تلك النشاطات في داخلي عشقاً لا مثيل له للمسرح، ونالت مشاركات فريقي المراكز الأولى ثم توالت الأعمال». ويضيف: «ولدت موهبتي في عرضي «مرشح مشرشح» و»الحلوة زعلانة» الناجحين، ولاقت مشاركتي فيهما إشادات من متابعيهما، خصوصاً أن الأسماء المشاركة معي ساهمت في نجاحهما». ويعتبر عبدالواحد من الأوائل الذين قدموا شخصية امرأة على المسرح السعودي في مسرحية «خطفة». وهو تردّد قبل الموافقة على الدور، «استشرت مشايخ دين ومسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام، وشعرت بالراحة حينما عرفت أن ما سأقدمه من دور لا خلاف فيه طالما أنه لا يخدش حياء المرأة ولا يهين كرامتها»، يقول. وعن تكرار تقمصه للأدوار النسائية، يقول: «لست خائفاً من الأمر، أستطيع التحكم بالشخصية التي أقدمها، ولكن لا يستطيع منتج أو مخرج إجباري على تقمص ما لا يقنعني كممثل». ويوضح أنه يحلم بإيجاد مساحة لتقديم المواهب الفنية في السعودية، لا سيما أن النشاطات المسرحية تقتصر على المواسم فقط. وعن مقارنة حضوره المسرحي بالكوميدي طارق العلي، يفيد: «أعشق فنه ورسالته، ولست مع وجهات النظر الأخرى التي ترى في ما يقدمه تهريجاً، ولو كان ذلك صحيحاً لما امتلأت مقاعد مدرجاته طوال العام بالجمهور المحب له». وعن المواقف التي لا ينساها عبد الوحد خلال تجربته المسرحية؟ يشير إلى صورة ذلك الرجل المقعد الذي انتظره في الكواليس، بعد عرض إحدى مسرحياته، ليلتقط معه صورة تذكارية مثنياً على حضوره المسرحي، إضافة إلى عائلات أخرى أثنت على موهبته وحضوره، خصوصاً النساء الكبيرات والأطفال، «ما حملني مسؤولية اختياراتي في المستقبل من خلال الرسالة التي أؤديها». وعن رفضه الظهور في التلفزيون بدور «كومبارس»، «لا أملك فرض موهبتي على أحد، ومن حقي بعد الجهد الذي حققته طوال تلك الأعوام فرض شروطي، ولا أسعى لدور البطولة، لكنني لن أتنازل مبدئياً عن دور ثانوي مساند للبطولة على أقل تقدير، وهذا شرط لن أتنازل عنه مطلقاً».