في إحدى المحافظات القريبة من العاصمة الرياض، تعيش أسرة أنهكتها الحياة، يقف أفرادها مجبرين في مواجهة الهواء الشديد والغبار والأمطار. لا مسكن لهم سوى بيت آيل للسقوط تركه لهم صاحبه، لأن لا أحد سيدفع قيمة إيجاره، فهو لا يحميهم حتى من حرارة الشمس، ولذا استعانوا ببعض الأخشاب والأقمشة لتغطية الفتحات الموجودة في الأسقف. لم يكن لديهم اشتراطات، ولذا قضوا أول شهر يعيشون في ظلام دامس لعدم وصول التيار الكهربائي إلى المنزل، إلا أن أحد ملاك المزارع المجاورة أوصل إليهم الكهرباء على حسابه الخاص، كما أنه ما زال يساعدهم بما يستطيع من حاجات ضرورية، في مقدمها الأكل والشرب وبعض البطانيات المستخدمة. الأسرة مكونة من رب أسرة وزوجته وولد وأربع بنات لا يتعدى عمر أكبرهن (14عاماً) تأقلموا على العيش الخشن، وأجبرتهم ظروفهم المادية الصعبة على الاستسلام في ظل عدم حصول الزوج على وظيفة ليبني مسكناً لعائلته أو يشتري مركبة لنقلهم إلى المستشفى وقضاء حاجاتهم من المدينة. ويقول أبو علي (55 عاماً): «لم أدرس بسبب ظروف والدي، إذ كنت أساعده في رعي الأغنام عندما كنا في القرية، كما أنه لم تكن هناك مدرسة بالقرب من قريتنا، وهذا الأمر تسبب في عدم حصولي على وظيفة ذات دخل شهري ثابت». ويضيف: «حاولت أن أبني بيتاً يؤويني وزوجتي، إلا أنني لم أستطع، خصوصاً أن ما يصلنا من دخل لا يكاد يفي بمتطلباتنا الأساسية»، موضحاً: «ليس لي دخل سوى الضمان الاجتماعي، إذ يصرف لي مبلغ 1400 ريال فقط». ويكشف أبو علي أنه تقدم إلى البلدية لطلب منحة أرض، «إلا أنني لم أحصل على المنحة حتى الآن، وها نحن نسكن في هذا البيت منذ وقت طويل، وكم أتمنى أن أجد ولو قيمة سور يحمي أطفالي وزوجتي». يحاول أبو علي إخفاء دموعه، ولكنها تغلبه، ويستطرد: «كلما نظرت في عيون أطفالي أشفق عليهم كثيراً، وأتحسر على أنني لا أستطيع أن أحميهم، مضيفاً: «تهطل علينا الأمطار فندخل جميعنا تحت سقف من القماش في الكوخ لنحتمي من المطر، إلا أن رياح الأمطار تأتي من فتحات الكوخ الجانبية». ويناشد محمد أبو علي أصحاب القلوب الرحيمة في الوقوف إلى جانبه وبناء مسكن بسيط وسور يستره وأسرته