لم يكن يدر في خلد الشاب محسن محمد قصادي البالغ (16 عاماً) أن يتحول كسر في قدمه بسبب حادثة مرورية إلى إعاقة. هو يسمع ويقرأ مثل غيره مسلسل الأخطاء الطبية، إلا أنه لم يتصور يوماً أن يصبح أحد ضحاياها، وأسيراً للكرسي المتحرك. كانت البداية، عندما خرج محسن من منزله عقب صلاة العصر لممارسة لعبته المفضلة كرة القدم، ودهسته سيارة مسرعة ونتج من ذلك إصابته بكسر في القدم. ويقول أحمد (الشقيق الأكبر لمحسن): «وقعت الحادثة لأخي قبل نحو ثلاثة أشهر، وبعد وقوعها نقله صاحب السيارة إلى مستشفى صبيا العام»، مشيراً إلى أنه تم استقبال محسن وعمل جبيرة للكسر وتم تنويمه في المستشفى ثلاثة أيام ومن ثم خرج من التنويم. ويضيف: «استمر محسن على الجبيرة قرابة شهرين، وبعد ذلك راجع المستشفى لفك الجبيرة، إلا أن الأطباء وجدوا الركبة متورمة، فبادروا على الفور إلى تحويله إلى العلاج الطبيعي، وهناك أكد المتخصص بالعلاج الطبيعي وجود مشكلة في الركبة ولا بد من عمل أشعة للتأكد مرة أخرى من الحالة». ويتابع: «لم نثق في الأطباء في مستشفى صبيا العام، فنقلنا محسن إلى المستشفى السعودي الألماني في عسير الذي بين في تقريره وبعد أن تم إجراء الفحوص والأشعة أن هناك كسراً أعلى عظمة القصبة اليمنى ويحتاج إلى استعدال وشق عظمي على مستوى مركز النمو الأعلى لعظمة القصبة وشق عظمي لعظمة الشظية اليمنى واستعدال بواسطة جهاز متخصص، بقيمة 40 ألف ريال». توجه أحمد إلى الشؤون الصحية في جازان وتقدم بشكوى يبين فيها وجود خطأ طبي تسبب في مضاعفات لركبة أخيه، نتج منه إعاقته عن المشي، مطالباً بتشكيل لجنة لسرعة علاجه، لعدم استطاعتهم دفع تكاليف الجراحة. ويؤكد أحمد أن مساعد المدير العام للشؤون العلاجية أمر بتشكيل لجنة عاجلة للكشف على محسن، إلا أنهم أفادوا بعدم علاجه في المنطقة. ويستطرد: «كما جرت مخاطبة مستشفيات متقدمة في الرياض، لكنهم اعتذروا عن استقبال الحالة بحجة إمكان علاجه في جازان». وناشد أحمد وزارة الصحة وأهل الخير الوقوف معهم لعلاج محسن في أسرع وقت حتى تعود له الابتسامة من جديد، كما كان في السابق. والد الشاب محمد عباس قصادي أبدى امتعاضه من الخطأ الطبي الذي تسبب في إعاقة فلذة كبده، كما أنه غاضب جداً من سوء الخدمات الصحية في مستشفيات البلاد، «أنا رب أسرة قليل الحيلة، ولا أعلم كيف سأعالج ابني، وأنا لا أستطيع توفير المبلغ الذي يعتبر مستحيلاً بالنسبة إلي»، مستغرباً استهتار المستشفيات والأطباء بصحة البشر. ولا يخفي والد محسن أن الحادثة أثرت في مستواه التعليمي، «هو يدرس في السنة الأولى الثانوية، وبسبب حالته النفسية فإنه لم يستعد بالشكل المطلوب، على رغم أن أفراد الأسرة دعموه وساعدوه بما يستطيعون، كما أنهم كانوا ينقلونه إلى المدرسة لأداء الاختبارات، إلا أن النتيجة لم تكن كما ينبغي». ويطالب محمد قصادي من المسؤولين في وزارة الصحة تحمل مسؤولياتهم كاملة والعمل سريعاً على علاج ابنه بصرف النظر عن التكاليف، خصوصاً أن مستقبل ابنه بات في مهب الريح، سواء من الناحية الجسدية أم النفسية