تباين في الطموح والغايات يتجلى في موقعة الهلال والنصر وفق ما أفرزته مبارياتهما الأخيرة في دوري زين. فبينما يفقد الهلال هيبته ويكرر فشله في المحافظة على تقدمه أمام الاتفاق ويخرج خاسراً بالتعادل في الثواني القاتلة بهدايا ثمينة قدمها المدرب ابتداءً وترجمها مدافعوه أهدافاً في مرماهم يُجدد النصر روحه ويعود بعد خسارته بهدفين ليفوز على التعاون بالثلاثة وهو يبين بجلاء حجم العمل الفني في الفريقين بغض النظر عن وجود نجوم مميزين من عدمها. مباراة الهلال الأخيرة فضحت الفكر التدريبي للمفلس كمبورايه الذي لازال يتخبط ويجرب كأنه حديث عهد بالفريق رغم مضي أكثر من نصف الموسم وقرب الحسم في جميع بطولاته ففي كل مباراة له تشكيلة بأدوار مختلفة وهي علة ريكارد التي قصمت ظهر الكرة السعودية في أكثر من مناسبة حتى أطاحت به وتوشك أن تردي الهلال إلى حتفه طالما أن الرئيس يدافع عن قناعاته ويصر على بقاء المدرب مبرراً ذلك بعدم تكرار غلطة إقالة دول في منتصف الموسم كأن التراجع عن الخطأ عيب أو منقصة، فهو بعد كل مباراة يقول بكل برود سنناقشه بدل أن يقول سنحاسبه وهو يرى النقاط تفلت من يد الفريق واحدة تلو الأخرى، وأنا أجزم لو أن هناك من يناقشه فنياً وليس ودياً وسط ضحكات متبادلة لربما أقول ربما وضعه على جادة الطريق الذي ظهر أنه لا يعرف من معالمه شيء. يكفي كمبواريه تخبطاً خط الدفاع صمام الأمان الأول الذي أصبح في عهده قنبلة موقوتة لا يعلم متى تنفجر وليس ذلك إلا لفشله الذريع في توظيف اللاعبين لتدرك أن مرسيليا لم يقله من منصبه عبثاً والفريق يتصدر الترتيب. وإن كانت سفينة الهلال توشك على الغرق بغياب الربان الماهر رغم وجود كوكبة من النجوم في جميع المراكز يندر تواجدهم في فريق واحد فإن مدرب النصر قد رسى بالفريق على شاطئ الأمان ولم يبق له إلا وضعه على قمة إحدى بطولات الموسم وهو تتويج لجهد جبار وضح أثر عمل المدرب فيه رغم ضعف إمكانيات بعض لاعبيه يكفي توالي انتصارات الفريق وتغير شكله وتميز روح أفراده وقتاليتهم التي مكنتهم من قلب التأخر فوزاً وهذه ايجابية رائعة قد تكون كلمة الفصل في لقاء الهلال. دفاع الفريقين متساو رغم أن الأسماء في الهلال أكثر خبرة ولكن بالروح والعزيمة تسقط الخبرة ويتلاشى الدوليون لذا أظن أن النصر سيناله نصيب من هدايا مدرب الهلال وخط دفاعه في مساء الأربعاء. بين هيبة مفقودة ونصر عائد ستكون هناك أحداث أخرى مهمة ستكشفها نتيجة المباراة. خصوصاً في الجانب الهلالي إن كانت النتيجة عكس ما يحبون . منيرة القحطاني @qmonira