شهدت الأيام الثقافية السعودية في برلين اهتماماً من المجتمع الألماني، الذي تابع بمختلف شرائحه فعالياتها المتنوعة المشتملة على مزيج من إرث المملكة الثقافي وحاضرها الزاهر، التي قدمها أعضاء الوفد السعودي المشارك في هذه الأيام، من خلال الفنون والعرضات الفلكلورية والأكلات الشعبية والأزياء السعودية التقليدية. واستمتع أكثر من 1500 متابع بألوان الفلكلور الشعبي المختلفة، التي تمثل جميع مناطق المملكة، واطلعوا على مجموعة منوعة من الصور الفوتوغرافية واللوحات التشكيلية التي تجسد تاريخ وعمق الثقافة السعودية وتنوعها، وشاركوا الخطاطين السعوديين رسم بعض الحروف العربية ونطقها في جناح الخط العربي الذي نال نصيباً من الإعجاب والاهتمام. وشدد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، على أن الثقافة في المملكة بلغت أوج تطورها ورقيها في ظل ما تلقاه من الدعم والرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حتى أصبحت إحدى العلامات البارزة على خارطة الحراك الثقافي على مستوى العالم، مشيراً إلى ضرورة إبراز الوجه الحضاري المنير للمملكة في مثل هذه المناسبات، وإظهار مدى التطور الثقافي السعودي الذي وصلت إليه المملكة في هذا العهد الزاهر. وأثنى الوزير، خلال زيارته مقر الفعاليات في موقع «سوني سنتر» مساء أمس الأول، على الجهود المبذولة من الجهات المشاركة كافة، مما كان له دور في تجسيد تاريخ وعمق الأصالة السعودية في كل مناطقها وتراثها وتاريخها وآثارها، مشيراً إلى أن مثل هذه الأيام الثقافية تسهم في التواصل بين الثقافات حول العالم، حيث يأتي تنظيمها في جمهورية ألمانيا الاتحادية لتعريف الشعب الألماني أو المجتمع الألماني بثقافات وحضارات المملكة، وإبراز مكتسباتها وثقافتها. وشاهد الوزير ألواناً من الفلكلور الشعبي، الذي تتميز به مناطق ومحافظات المملكة مثل المزمار والخبيتي والسيف والعزاوي والليوة مصحوبة بالعرضات التي تخص كل لون من هذه الألوان. وحظي معرض الحرمين الشريفين بتعاملٍ خاص من قِبل الجماهير الألمانية، لاسيما مع الشروحات التي يقدمها مختصون في الوفد السعودي، والتي تناولت أهمية الحرمين وقدسيتهما لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم. ولم تتردد النساء الألمانيات في التزين بالحناء، التي تفنن في نقشها لهن المشاركات السعوديات في جناح خصص للأعمال النسائية، وهو ما زاد من إقبال الألمانيات عليه. وحضرت الحرف اليدوية القديمة في فعاليات الأيام، ممثلة في حياكة السدو وصناعة السعف والتطريز والأعمال الفنية، وشاركت فيها عدد من الحرفيات السعوديات، إلى جانب تقديم نماذج من الأدوات المنزلية التي كانت تستخدم في الماضي بالجزيرة العربية ونصب الخيمة العربية السعودية في موقع الفعاليات «سوني سنتر»، الذي يعد معلماً من معالم برلين. وحظيت الفعاليات بمتابعة واهتمام وسائل الإعلام الألمانية، لاسيما أنها تجسد معنى لتقارب الثقافات والتعريف بها، التي ترسخها العلاقات السعودية الألمانية منذ عقود. وأوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي، وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المكلف الدكتور عبدالعزيز بن سلمة، أن تنظيم الأيام الثقافية السعودية في ألمانيا كدولة أوروبية يعتبر إبرازاً للتراث الشعبي وتعزيزاً للحوار الذي تقوده المملكة في أنحاء العالم لنشر السلام والتعاون بين الشعوب لخير الإنسانية، ورسالة للعالم الخارجي عن التراث الشعبي والإرث الثقافي السعودي المجسد للمشهد المعرفي في مجتمعنا للآخرين وما وصلت إليه الثقافة في المملكة من تطور في ظل ما تلقاه من الدعم والرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حتى أصبحت إحدى العلامات البارزة في التاريخ الوطني. وبيَّن أن مكانة جمهورية ألمانيا في أوروبا والعالم كانت أهم أسباب اختيار العاصمة برلين لتحتضن الفعاليات، مشدداً على أن إقامة أيام ثقافية سعودية في عواصم العالم تمثّل دعامة قوية لإبراز الوجه الحضاري المنير للمملكة، والتعريف بإرثها الكبير.