اكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني راكان المجالي ان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل سيقوم بزيارة رسمية لعمان الأحد المقبل، برفقة ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأكد نائب رئيس المكتب السياسي ل «حماس» موسى أبو مرزوق أن وفداً من الحركة برئاسة مشعل سيتوجه الى عمان الأحد تلبية لدعوة رسمية من الحكومة الأردنية، لكنه نفى ما تردد عن أن الوفد سيذهب برفقة ولي العهد القطري. واوضح المجالي ل «الحياة» أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سيستقبل ولي العهد القطري ومشعل في اللقاء الأول بين الطرفين منذ إبعاد قادة «حماس» من الأردن العام 1999. واعتبر ان الزيارة تصب في صالح الأردن والقضية الفلسطينية وتهدف الى إعادة بناء العلاقة مع «حماس» على أسس سليمة، و«ستفتح صفحة جديدة للعلاقة معها»، لكنه استدرك أنها «لن تكون بديلاً أو على حساب علاقة الأردن مع السلطة الفلسطينية». وأضاف، رداً على سؤال عن إعادة فتح مكاتب «حماس» في الأردن، ان «هذا الموضوع ليس مطروحاً، وهم لم يطلبوا ذلك». وأكدت مصادر رسمية طلبت عدم ذكر اسمها ل «الحياة» ان الزيارة «بروتوكولية ولا يمكن أن ينجم عنها استقرار قادة حماس في عمان للإقامة او اتخاذها مكاناً للعمل الإعلامي أو السياسي»، ملمحة الى ان الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الأردنية - القطرية. وتوقعت ان تدوم زيارة ولي العهد القطري لعمان ساعات فقط، مشيرة الى ان برنامج عمل مشعل والوفد المرافق له يضم لقاء عدد من المسؤولين الأردنيين. وكانت ترتيبات زيارة مشعل بدأت قبل شهور، لكنها تعثرت لأسباب كان يقال إنها «فنية» وتتعلق بالجانب القطري. من جانبه، قال أبو مرزوق عقب وصوله الى القاهرة أمس، رداً على سؤال ل «الحياة» ان كانت لدى «حماس» نيه لفتح مكاتب لها في عمان تمهيداً للعودة الى ممارسة نشاطها السياسي: «لا يمكن التطرق إلى نتائج المحادثات التي سيجريها وفد حماس مع المسؤولين الأردنيين قبل عقده... ومن السابق لأوانه تناول قضايا محددة على صعيد العلاقات مع الأردن»، لكنه لفت إلى عدم وجود أي اشتراطات بين الجانبين في مسائل بعينها. غير ان الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري أكد ان من هدف زيارة مشعل ايضا «درس فتح مكتب فرعي للحركة مثل مكاتب حماس الموجودة في عدد من الدول العربية والإسلامية، وكذلك بحث مواجهة المواقف الإسرائيلية الرامية الى شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين واعتبار الاردن الوطن البديل». يذكر ان مشعل نجا من محاولة اغتيال قام بها جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (موساد) في عمان العام 1997، وحينها تدخل العاهل الاردني الراحل الملك حسين وحصل على ترياق للسم الذي استخدمته اسرائيل. ثم سادت قطيعة في العلاقات بين الأردن و«حماس» بعد قرار المملكة في أيلول (سبتمبر) العام 1999 ترحيل قادة الحركة من الأراضي الأردنية. وشهدت العلاقة بين المملكة و«حماس» مزيداً من التوتر العام 2006 عندما اتهم الأردن الحركة بتهريب أسلحة من سورية الى أراضيه. وتعتبر زيارة مشعل المرتقبة الأولى رسمياً له منذ مغادرة قادة الحركة للمملكة التي عادت واستقبلته مرتين لأسباب إنسانية، إحداهما العام الماضي لزيارة والدته المريضة، والأخرى خلال آب العام 2009 لحضوره مراسم دفن والده.