اعلن حلف شمال الأطلسي السبت أن أول بطارية صواريخ باتريوت من الست التي نشرت في تركيا قرب الحدود السورية، أصبحت عملانية، في حين قصف الطيران الحربي مناطق سورية عدة، لا سيما على أطراف حيٍّ في شرق دمشق. وقال المقر العام لقوات الأطلسي في أوروبا في بيان، إن البطارية التي وضعتها هولندا في تصرف الأطلسي «ستساعد في حماية مدينة أضنة وسكانها (جنوب شرق) من تهديدات (إطلاق) الصواريخ» من سورية. وأضاف أن «البطاريات الخمس الأخرى ستنشر وتصبح عملانية في الأيام المقبلة»، في إشارة إلى البطارية الهولندية الثانية وصواريخ من ألمانيا ستنشر في ماراس على بعد حوالى مئة كلم الى الشمال الشرقي، وأخريين أميركيتين في غازي عنتاب. ويؤكد الحلف الأطلسي أن وصول النظام إلى حالته العملانية الكاملة سيجعله «قادراً على تأمين حماية نحو 3.5 مليون تركي». ووفقاً لقرار اتخذه الحلف مطلع كانون الأول (ديسمبر)، قررت كل من ألمانياوهولندا والولايات المتحدة نشر بطاريتي باتريوت و350 جندياً في تركيا، في مهمة يتوقع أن تستمر عاماً واحداً وتأتي بناء لطلب تركيا بعد تكرار سقوط قذائف في أراضيها مصدرها سورية. وتؤكد السلطات التركية وحلف الأطلسي الطابع الدفاعي لهذه الصواريخ، التي انتقد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته روسيا نشرها. ميدانياً، تعرض حي جوبر في شرق دمشق «للقصف بالطيران الحربي من القوات النظامية»، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن الغارة «وقعت على أطراف الحي المجاور لمنطقة زملكا» في ريف دمشق، حيث تنفذ القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين. وقصفت القوات النظامية السبت مناطق عدة في محيط دمشق، منها معضمية الشام (جنوب غرب)، بينما اشتبكت مع مقاتلين معارضين في مدينة داريا المجاورة، والتي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها. وفي العاصمة نفسها، أفاد المرصد السوري عن «استشهاد مقاتل من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع مسلحين تابعين للنظام في حي تشرين» الواقع في غرب المدينة. كذلك، انفجرت سيارة مفخخة في حي الزاهرة في جنوب العاصمة «ما أدى إلى احتراقها وإصابة رجل بجروح، وتبع الانفجار انتشار امني»، كما سقطت قذائف على منطقة المشروع في حي برزة في شمال المدينة، وفق المرصد. في محافظة حمص (وسط)، شن الطيران الحربي غارة على مدينة القصير، حيث قتل ثمانية مقاتلين جراء قصف من القوات النظامية واشتباكات، وفق المرصد. وفي مدينة حمص، تعرض حيّا جوبر والسلطانية (غرب) للقصف، مع استمرار المعارك المتجددة لليوم السابع على التوالي، في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على أحياء ما زالت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين في المدينة، التي يعدها الناشطون «عاصمة الثورة» ضد النظام منذ منتصف آذار (مارس) 2011. وكان المرصد أفاد أن 15 عنصراً على الأقل من القوات النظامية بينهم ضابطان، قتلوا إثر هجوم نفذه مقاتلون على مركز عسكري في حي القرابيص وسط المدينة. في شمال غربي سورية، تدور اشتباكات داخل أسوار سجن إدلب المركزي وعلى أطرافه، غداة اقتحامه من مقاتلين معارضين. وذكر عبد الرحمن أن المقاتلين يشتبكون كذلك «مع رتل من القوات النظامية القادم للمؤازرة من جهة جسر الشغور». وأوضح أن المقاتلين ينتمون إلى كتائب أحرار الشام (الاسلامية) وكتائب اخرى، وكانوا قد اقتحموا الجمعة السجن الواقع على المدخل الغربي لمدينة إدلب التي تسيطر عليها القوات النظامية، وتمكنوا من تحرير «أكثر من مئة سجين»، مشيراً إلى مقتل عشرة سجناء في العملية. من جهتها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أن «وحدات من قواتنا المسلحة تواصل بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي حاولت الاعتداء على موقع السجن المركزي على طريق إدلب سلقين». وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني أشرطة مصورة لما قالوا إنها عملية اقتحام السجن، ويبدو في أحدها سجناء يلوحون بأيديهم من خلف القضبان الحديدية. ويحاول مقاتلون بالتعاون مع السجناء استخدام عصي غليظة لكسر العوائق الحديدية على النوافذ والسماح لهم بالخروج. وفي داخل الغرف، يبدو الدمار وأسرّة حديدية بعضها من دون فرش. كما ظهرت جثتان لمن قال المصور إنهما سجينان قضيا برصاص القوات النظامية. وأدت أعمال العنف السبت إلى مقتل 31 شخصاً في حصيلة غير نهائية، وفق المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً.