بدأ رئيسا السودان وجنوب السودان عمر البشير وسلفاكير ميارديت أمس في أديس أبابا اجتماعاً جديداً بينهما هو الثالث منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، لمحاولة تسوية الخلافات بين بلديهما. والتقى البشير ورئيس جنوب السودان ووفود بلديهما ووسطاء من الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية قبل قمة الأحد والإثنين. وبين الوسطاء خصوصاً الرئيسان السابقان ثابو مبيكي (جنوب افريقيا) وبيار بويويا (بوروندي) ووزير الخارجية الأثيوبي تيدروس ادانوم. ووفق مصدر في وفد جنوب السودان بحث المسؤولان في «كل المسائل التي لا تزال عالقة» ولم يتم تسويتها في إطار اتفاق السلام الموقع بين جوباوالخرطوم في 2005، لا سيما ترسيم الحدود المشتركة وتقاسم الموارد النفطية ووضع منطقة أبيي المتنازع عليها. ورداً على سؤال قبل اللقاء، قال مفوض السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة، إنه «يجب التقدم في أسرع وقت لتسوية القضايا العالقة». وكانت الولاياتالمتحدة استبقت اللقاء بدعوة الخرطوم إلى بدء مفاوضات «من دون شروط» مع المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إن على الخرطوم التفاوض مع متمردي ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في إطار سعيها إلى «أمن حقيقي». وقال ديبلوماسيون إن ممثلين عن «الحركة الشعبية لتحرير السودان –الشمال» زاروا واشنطنونيويورك الأسبوع الماضي والتقوا مسؤولين أميركيين وبريطانيين في الأممالمتحدة. وحملت رايس التي كانت تتحدث في ختام نقاش في مجلس الأمن عن السودان، على الخرطوم لإخفاقها في التوصل إلى اتفاق مع الجنوب لحل النزاع على عائدات النفط والخلاف على منطقة أبيي. وقالت إن «الأمن الحقيقي لن يأتي ما لم يعزز السودان تعاونه مع جنوب السودان ويعالج النزاع في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) عن طريق حوار غير مشروط مع الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال». واتهمت الحكومة السودانية بعرقلة تطبيق اتفاقات ترسيم الحدود وتقاسم الموارد الموقعة مع جنوب السودان. وقالت إن «رفض السودان تطبيق اتفاقات 27 أيلول (سبتمبر) أمر غير مثمر، لأنه يعرقل الإجراءات التي تضمن أمن الحدود ويحرم الدولتين من عائدات نفطية هما في حاجة إليها».