أكد الخبير في هندسة الطيران كبير المفتشين المتخصصين في سلامة الطيران في منظمة «الإياتا» الدكتور ديتر ريزنغر ل«الحياة»، أن فكرة إنشاء تصنيف السلامة بين شركات الطيران ليست مهمة سهلة، ولكنها ترتبط بمعايير مهمة تضعها الهيئات الدولية والمحلية المتخصصة في مجال سلامة وأمن الطائرات، وتلتزم بها شركات الطيران. وقال: «بحكم طبيعة عملي في مجال سلامة الطيران المتعلق بحوادث الطيران، الذي يتطلب الكثير من الزيارات المتكررة للعديد من شركات الطيران المختلفة، أتيحت لي الفرصة أن ألقي نظرة فاحصة على نظم إدارة السلامة في تلك الشركات، وتوصلت إلى القناعة بأن ترتيب شركات الطيران بحسب مفهوم السلامة في الواقع هو أكثر تعقيداً بكثير مما توقعت. لا شك في ذلك، وبناء على ما توصلت إليه من قناعات، فإنني أؤكد أن عدد الحوادث في أية شركة طيران هو مؤشر مهم، ولكن هناك العديد من العوامل والمتغيرات المهمة الأخرى التي تحتاج إلى النظر فيها». وتساءل الدكتور ريزنغر لماذا منظمات الطيران الدولية، على رغم شهرتها، لا تأتي بمثل هذه القوائم؟ ثم أجاب: «السبب ببساطة، أنه موضوع معقد وشائك جداً، فعند المقارنة والحكم على شركة طيران بما يتعلق بإجراءات السلامة، فإن عليك أن تكون على دراية كاملة بشأن تنظيمات، وتكوين وثقافة تلك الشركات محل المقارنة، وهل تعمل تلك الشركة في محيط ثقافي مناسب لصناعة الطيران، أم لا؟ يجب عليك إذا كنت تريد تقويم أية شركة طيران، أن تكون لديك المعرفة التامة بعملية اختيارها لموظفيها وسبل تدريبهم، خصوصاً في اختيار وتدريب الطيارين وأيضاً طاقم الضيافة الجوية والمرحلين الجويين وموظفي المساندة الأرضية وبالطبع موظفي الصيانة. وأكد أن فكرة تصنيف شركات الطيران بحسب مفهوم السلامة تبدو جيدة للوهلة الأولى، ولكنها لا تشجع أبداً على استخدامها، بل تعتقد بقوة أن سلطات ومنظمات الطيران المعنية هي الأجدر والأصلح لتقوم بتقويم أية شركة طيران، وهناك عدد من المنظمات الدولية مثل منظمة الطيران المدني الدولي واتحاد النقل الجوي الدولي لديها العديد من الخبراء الذين يعملون بجد في هذا المجال.