تسجل بين صفوف النازحين السوريين إلى لبنان حال من التململ نتيجة الفوضى التي تحصل في عمليات توزيع الإعانات المقدمة من الهيئات الدولية عليهم، في وقت اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور أنّ «لبنان يواجه اليوم أخطر وأضخم عملية نزوح، الأمر الذي نتج منه خوف اللبناني من اللبناني الآخر، وخوف اللبناني من النازح». وقال في ندوة بعنوان «النازحون من سورية إلى لبنان» نظمتها «رابطة أصدقاء كمال جنبلاط»: «هذه الأزمة ترتبت عليها في لبنان، ضغوط هائلة سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية، وضخامة الأزمة لا تسمح لنا بتجاهل المشكلة، لأنّها مفروضة علينا، ولا تترك مجالاً للسجال بين اللبنانيين على المستويين الرسمي والشعبي، حول هذه المأساة». وحذر من أن «هذه الأزمة تأخذنا اليوم إلى اعتماد نهج الانتهازية الانتخابية من جهة، والانتهازية الاقتصادية من جهة أخرى»، مؤكداً «أنّ منطق الدولة يعني وضع خطة سيادية إلى جانب الخطة الإغاثية والإحصائية والأمنية والاقتصادية». وأشار أبو فاعور إلى أنّ «توقعات الأممالمتحدة تشير إلى أن عدد النازحين قد يصل في شهر حزيران المقبل إلى حوالى 450 ألف نازح»، موضحاً أنّ هذا الأمر «يثبت أن الرهانات اللبنانية حول الأزمة السورية كانت خاطئة، لأنها طويلة وتفرض التعاطي معها بجدية». ونظم أمس، الأساتذة والطلاب من النازحين السوريين في مدرسة «النور الإسلامية» في بلدة البيرة - عكار اعتصاماً رمزياً أمام مبنى المدرسة احتجاجاً على عدم توافر المساعدات الخاصة بالمدرسة. وحمل المعتصمون الأعلام الخاصة بالثورة السورية ولافتات تندد بالنظام السوري. وأوضحت مايا الدندشي باسم النازحين السوريين أن «المدرسة مهددة بالإقفال ما لم يتم تأمين المساعدات اللازمة لها». وناشدت «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إعطاء توجيهاتهم لدعم هذه المدرسة لتمكينها من متابعة رسالتها الإنسانية والتربوية». وأشار أحمد عياش باسم جمعية «النور التربوية الإسلامية» في البيرة إلى أن المدرسة «تضم حوالى 500 تلميذ و30 معلماً وإمكانات الجمعية المادية باتت قاصرة عن متابعة دعمها لتأمين كل الحاجات اللازمة في ظل غياب أي دعم من أي جهة رسمية كانت أو غير رسمية، ما من شأنه تهديد العام الدراسي وتشريد مئات الطلاب». وناشد «كل الجهات الدولية والعربية المانحة والمعنية بإغاثة النازحين لا سيما مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الشريكة معها والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، المبادرة لتأمين المستلزمات الكاملة بما يؤمن استمرارية المدرسة». وفي دار الفتوى في بعلبك، عقد اجتماع حضره مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ أيمن الرفاعي، المدير العام لصندوق الزكاة في لبنان زهير كبي، المدير العام للأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة، منسق اللجان المشرفة على توزيع مساعدات دار الفتوى في لبنان رياض عيتاني، مسؤولو الجمعيات الأهلية في منطقة بعلبك - الهرمل واللجان الشعبية في مخيم الجليل الفلسطيني. وناقش الحضور سبل تنسيق عمليات إغاثة النازحين السوريين بين الجمعيات من جهة والهيئات التابعة للأمم المتحدة من جهة أخرى، حتى لا يحرم أحد المساعدات. وأعطيت تعليمات لتوزيع مساعدات على العائلات التي لم تسجل بعد على لوائح المفوضية العليا للاجئين. وتصل إلى بيروت مساء اليوم بعثة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة الأمينة العامة المساعدة للشؤون الاجتماعية السفيرة فائقة سعيد صالح، آتية من الأردن، بهدف الوقوف على أوضاع النازحين السوريين وحاجاتهم، على أن يصار إلى إعداد تقرير ورفعه إلى الأمانة العامة للجامعة التي سترفعه بدورها إلى مؤتمر الكويت الدولي للمانحين في 30 الجاري، لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتلبية هذه الحاجات. وتلتقي اللجنة المسؤولين اللبنانيين وتقوم بجولة تفقدية على أماكن إقامة النازحين، وتغادر مساء غد الأحد.