نشر الناطق باسم القوات المسلحة في مصر على صفحته الرسمية على موقع «فايسبوك» فيلماً عن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق المشير حسين طنطاوي عُرض خلال ندوة استضافها مسرح الجلاء التابع للقوات المسلحة على هامش الاحتفال ب «العيد الثاني لثورة 25 يناير». والفيلم الذي أنتجته إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة ويحمل اسم «المشير طنطاوي مسيرة عطاء في حب مصر» يُظهر إشادة بالغة بدور طنطاوي في تسليح الجيش وتطوير الأداء داخله وأيضاً «حماية ثورة 25 يناير»، ويثني كثيراً على طريقة إدارته للفترة الانتقالية التي أعقبت تنحي الرئيس السابق حسني مبارك والتي ترى قوى ثورية أن المجلس العسكري أساء إدارتها ما سبب تكرار الاشتباكات بين المتظاهرين والجيش على فترات متتالية سقط فيها عشرات القتلى ومئات المصابين، حتى أن قوى ثورية تحمله مسؤولية «مجزرة بورسعيد» التي راح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي لكرة القدم وتثير تداعيات الحكم المرتقب فيها يوم السبت المقبل قلقاً من دخول البلاد في فوضى عارمة. ويشبه الفيلم طنطاوي بزعماء مصريين طالما خلدهم التاريخ أمثال أحمد عرابي وسعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد فريد وجمال عبدالناصر وأنور السادات، ثم يعرض تاريخ المشير وتدرجه في المناصب داخل القوات المسلحة إلى أن تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي، وتظهر في الفيلم صور لطنطاوي في صباه وشبابه تُعرض للمرة الأولى. ووصف الفيلم طنطاوي بأنه «قائد اتسم بنبل الصفات ووضوح الرؤية وحكمة القرار وقوة الإرادة، رجل محب لوطنه مخلص في خدمته ومتفانٍ في أداء واجبه». وعلى أنغام الموسيقى التصويرية المؤثرة لمسلسل «حريم السلطان» التركي، يشير الفيلم إلى «انحياز» القوات المسلحة تحت قيادة طنطاوي إلى الثورة. ويقول: «انحازت القوات المسلحة للشعب ووفرت الحماية للجماهير الغاضبة والمحتشدة». ويعرض الفيلم أيضاً إشادة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وقائد الأركان الفريق صدقي صبحي بالمشير طنطاوي. وينتهي الفيلم بكلمات: «المشير طنطاوي رجل من فرسان القدر وإنسان قليلاً ما يجود به الزمن وقائد لا تُثني إرادته العواصف والمحن. إنه حقاً مسيرة عطاء زاخر في حب الوطن». ومعروف أن النائب العام تلقى عشرات البلاغات عقب إقالة طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان في آب (أغسطس) الماضي تحملهما مسؤولية قتل ضحايا الاشتباكات التي أعقبت تنحي مبارك، ويتحدث بعضها عن فساد مالي، لكن طالما أظهرت قيادة الجيش وكذلك الرئيس محمد مرسي أن لا سبيل لمثول قيادة المجلس العسكري السابق أمام التحقيق، فما ان نشرت جريدة «الجمهورية» الحكومية خبراً في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي مفاده قرب إصدار قرار بمنع طنطاوي وعنان من السفر إلا واستنفرت السلطات العسكرية والقضائية لنفيه، وتطور الأمر إلى حد إقالة رئيس تحرير الجريدة جمال عبدالرحيم الذي أمر القضاء بإعادته إلى منصبه، لكن الحكم لم يُنفذ. وأخيراً أطلقت القوات المسلحة اسم «المشير طنطاوي» على طريق رئيس شرق القاهرة يديره الجيش.