توقع خبراء في قطاع الطيران أمس، أن «تحقق شركات الطيران العربية أرباحاً بنحو 700 مليون دولار خلال العام الحالي، على رغم التوتر السياسي الذي يجتاح بعض دول المنطقة»، في مقابل 800 مليون العام الماضي. واعتبر الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي عبد الوهاب تفاحة، خلال «قمة العرب للطيران والإعلام» التي بدأت أعمالها في إمارة رأس الخيمة الإماراتية أمس، ونظمتها شركة «العربية للطيران»، أن «تغيير مسار الطائرات لتجنب الطيران فوق الدول العربية التي تشهد اضطرابات زادت كلفة التشغيل، لكنها لم تؤثر في شركات الطيران الخليجية، التي ستحقق أرباحاً تصل إلى 14 في المئة خلال العام الحالي». وعلى رغم احتمالات التراجع في أرباح بعض شركات الطيران في المنطقة، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «آرباص» العالمية بول فرانك بيجو، أن قطاع الطيران في المنطقة العربية هو «الأسرع نمواً في العالم»، في ضوء التوقعات بدخول 100 طائرة جديدة سنوياً حتى عام 2027. ولم يخفِ أن هذا النمو الكبير الذي يضيف زخماً للقطاع في المنطقة العربية عموماً ودول الخليج خصوصاً، يزيد تحديات تتعلق تحديداً بزحمة الأجواء». ولفت إلى أن كل هذه الطائرات «ستملأ فضاء المنطقة التي تشهد ازدحاماً بالفعل، ما يمثل أكبر تحد للمنطقة التي تضخ أكثر من 50 بليون دولار لتطوير مطاراتها ومبالغ أكبر لشراء طائرات جديدة». ونصح الخبراء دول المنطقة خصوصاً دول الخليج، بإطلاق دائرة موحدة لإدارة المطارات في المنطقة، إضافة إلى وضع أطر تنظيمية مشتركة لحركة الطائرات، في ظل توقعات بأن ينمو بنسبة تتجاوز 7.1 في المئة سنوياً. ولم يستبعد تفاحة أن «يتضاعف عدد المسافرين في المنطقة العربية من 127 مليون مسافر حالياً إلى 239 مليوناً بحلول عام 2026، ما أثار غيرة شركات طيران عالمية». ولاحظ الرئيس التنفيذي ل «مجموعة العربية للطيران» عادل علي، أن «النمو الكبير الذي تحققه شركات الطيران في منطقة الخليج تحديداً، باتت تثير غيرة بعض شركات الطيران العالمية، وتضيف تحديات للقطاع في المنطقة». وقال خبراء في المؤتمر الذي حضرته شركات طيران في منطقة الشرق الأوسط، إن الجميع في العالم يتطلعون إلى هذه الصناعة لا سيما بعض الدول العربية التي تسجل أزمة بطالة، لأن من شأن القطاع تخفيف معدلاتها من خلال إيجاد فرص عمل واعدة». وأكدوا أن القطاع يساهم في أكثر من 14.7 في المئة من الناتج المحلي في المنطقة العربية، كما يدر على الإمارات إيرادات سنوية قيمتها 17 بليون دولار. وشددوا على أنه يتطلب شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص، وهذه الشراكة تستدعي من القطاع الخاص وضع قواعد تنظيمية له وإدارته. وأشار الرئيس التنفيذي ل «آرباص بروسكي» بول فرانك بيجو، إلى أن الكونغرس الأميركي «يطالب بإيجاد لجنة لإدارة شؤون الطيران وسيكون ذلك مثار نقاش حاد، خصوصاً أنه يتضمن تصميم الفضاء حول العالم بكلفة ضخمة تصل إلى مئات البلايين من الدولارات». وأعلن رئيس دائرة الطيران المدني في إمارة رأس الخيمة سالم بن سلطان القاسمي، أن الإمارة «تتجه نحو انطلاقة اقتصادية من ضمن النهضة التي بدأتها الإمارات». وأشار إلى تطور الإمارة في مجال صناعة الطيران، التي ساهمت في السياحة وبالتالي زيادة عدد الاستثمارات، وتبوأت المرتبة الأولى عالمياً على صعيد النمو».