افتتح أول من أمس في برلين «الأسبوع الثقافي السعودي» في خيمة «سوني سنتر» الضخمة في الوسط التاريخي للعاصمة الألمانية «بوتسدامر بلاتس». وحضر حفلة الافتتاح رئيس حكومة ولاية برلين ورئيس بلديتها كلاوس فوفرايت، والأمير خالد بن سعود، ووزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة، والأمين العام لوزارة الخارجية الألمانية شتيفان شتاينلاين، وسفير المملكة لدى ألمانيا أسامة بن عبدالمجيد شبكشي، وشخصيات ثقافية وإعلامية وسياسية واجتماعية سعودية وألمانية، إضافة إلى مشاركة مئات المدعوين. وتزامن اليوم الأول من «الأسبوع الثقافي السعودي»، وهو الأول من نوعه في ألمانيا، مع الاحتفال أيضاً بالعيد الوطني للمملكة. رحب فوفرايت بالحضور وبالمبادرة السعودية للتعريف بالمملكة وحضارتها وثقافتها، مذكراً بالآثار السعودية الفريدة التي عرضت للمرة الأولى في متحف «برغامون» في برلين قبل سنتين «وأعطتنا فكرة مدهشة عن الحضارات القديمة في هذا البلد قبل الإسلام، وعن وجود وجوه عدة للسعودية لم تكن معروفة في أوروبا من قبل». وقال إن الثقافة والفنون تعني السلام والانفتاح والحوار. وأثنى على الدور الذي تمارسه المرأة السعودية اليوم لدفع مجتمعها إلى الأمام، محذراً من استغلال البعض للدين ومشدداً على العيش المشترك. وكان لافتاً في الختام مشاركة فوفرايت وشتاينلاين في رقصة السيوف على الحلبة وسط تصفيق الجمهور. ونوّه خوجة بدور ألمانيا الثقافي والعلمي والحضاري. وشدد على أن تقاليد بلده هي تقاليد الحوار والتفاهم، مذكراً بدعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى حوار الأديان وإلى الاصلاح ومحاربة الارهاب وتحقيق السلام. وأكد أن الأسبوع الثقافي سيوثق العلاقات بين البلدين في مختلف مجالات الثقافة والفنون والمعارف. وهنأ شتاينلاين الضيوف السعوديين بعيد تأسيس دولتهم، وأبلغ الحضور تحيات وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير. وأكد اقتناعه بأن «حشرية» الألمان في التعرف الى ثقافات الشعوب الأخرى ستدفع بهم إلى زيارة الأسبوع الثقافي السعودي للاطلاع عليها والتعرف على الكثير من الأشياء عن المملكة، «ونحن شهود على أن السعودية تحمل اليوم في يدها مفتاح التحديث والعمران والانفتاح». وأعرب عن فخره بدعوة بلده للمشاركة في «مهرجان الجنادرية» السنوي العام المقبل، واعداً بتقديم أفضل ما يمثله الفن والثقافة الألمانيان. نشاطات وفي مؤتمر صحافي عقده قبل افتتاح الأسبوع الثقافي، قال السفير شبكشي إن الأسبوع يشمل نشاطات علمية وفنية وسياسية ومعرضاً عن السعودية أيضاً، مضيفاً أنه يماثل معارض سابقة أقيمت في روما وباريس ولندن. وبعدما لفت إلى أن التحضيرات للأسبوع بدأت قبل سنتين تقريباً عقب النجاح الذي شهده معرض الآثار السعودية القديمة في برلين، شدد على أن المسؤولين الألمان لم يتوانوا عن تقديم كل مساعدة ممكنة لتنظيم الأسبوع. وقال أيضاً إن المسؤولين في بلده يريدون تغيير الصورة النمطية الخاطئة عن السعودية وشعبها، وتعريف الرأي العام الألماني والأوروبي على واقع الحياة السعودية واهتمامات السعوديين. وأكد أن العمل جار حالياً لتوأمة العاصمتين برلين والرياض. ويستمر الأسبوع الثقافي في برلين حتى 29 أيلول (سبتمبر) الجاري، وقد حُوّل فناء «سوني سنتر» المفتوح على كل الاتجاهات في العاصمة إلى قرية سعودية تمثل مختلف أوجه مناطق المملكة، وتمكّن الزائر من التعرف الى حياة السعوديين والاطلاع على ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم. ويمكن القول إن الأسبوع الثقافي يشكّل أول اتصال جماهيري واسع ومباشر بين الألمان وعدد كبير من السعوديين الذين يمثلون مختلف فئات الشعب. رسوم للاطفال وستقام يومياً نشاطات متنوعة ضمن إطار القرية تسمح للزائرين بالاطلاع على فنون الخط العربي والكتابة في حضور خطاطين سعوديين معروفين، وعلى فن الرسم الحديث بمختلف مدارسه، والتعرف الى تجربة الحنّاء والاطلاع على طرق وضعها على الجلد بشكل فنّي. وسيكون ممكناً زيارة قسم لرسوم الأطفال وتلامذة المدارس، والتمتع بمأكولات المطبخ السعودي مع تذوق القهوة العربية والشاي والتمور السعودية، إضافة إلى عرض عدد من الأفلام السعودية منها فيلم «الجزيرة العربية» الذي أنتجته شركة «زينل» بتقنية «أي ماكس» الثلاثية الأبعاد. ويتناول مراحل تأسيس المملكة وواقعها ومنجزاتها، وتاريخ الجزيرة العربية ومساهمات العرب فيها عبر مراحل تاريخية عدة، إضافة إلى عروض يومية عدة للفنون الشعبية السعودية. كما ستقام عروض أزياء تعكس طريقة اللبس في مختلف مناطق المملكة تحت إشراف مصمم الأزياء السعودي سراج سند. وتشارك وزارة التعليم العالي، ممثلة بالملحقية الثقافية في سفارة برلين، في تنظيم عدد من الندوات والمحاضرات لعدد من المثقفين والفنانين والمهندسين من المملكة بالمشاركة مع عدد من المثقفين والباحثين الألمان. وللمرأة السعودية وجه بارز ضمن هذه النشاطات مثل الأديبات بدرية البشر وهناء حجازي ورجاء العالم.