يملك البابونج شهرة واسعة في أنحاء المعمورة، فهو يحتوي على مركبات في غاية الأهمية، بدءاً بمضادات الالتهابات، مرواً بالمضادات الحيوية الطبيعية، وانتهاء بمضادات التقلصات، وهي ملطفات جيدة ومفيدة للجسم، خصوصاً للجهاز الهضمي والعصبي. واستُخدم البابونج كعشبة طبية منذ القدم، وكان جوهر استعمالها التغلب على المشاكل المعدية والمعوية، ولا يزال هذا الاستعمال منتشراً، إضافة إلى استعمالات أخرى. فإذا كنت مصاباً بالقلق الذي طيّر النوم من عينيك فحسناً تفعل إن شربت كوباً دافئة من مغلي البابونج فهو سيساعدك في قضاء ليلة وادعة، وقد أثبتت بحوث أميركية حديثة أن البابونج هو الأكثر شهرة كوسيلة مساعدة على النوم المريح، نظراً إلى خصائصه المرخية والمهدئة، من هنا ينصح بأخذه قبل النوم بفترة ساعة. ويساعد شرب البابونج في تهدئة آلام القرحة المعدية، وكي يتحقق الأمر لا بد من إتباع طريقة خاصة، إذ على المصاب أن يتناول مغلي البابونج ثم يستلقي مدة 5 دقائق على ظهره ومثلها على جنبه الأيسر، ومن ثم على بطنه، وأخيراً على جنبه الأيمن، من أجل ضمان ملامسة شاي البابونج لكامل جدران المعدة. ويعجل البابونج في التعافي من السعال بسرعة أكبر خلال موسم البرد، ويرجع البعض ذلك إلى خصائص البابونج المضادة للبكتيريا والمقوية لجهاز المناعة. ويساعد شاي البابونج مرضى السكري في الحفاظ على مستوى سكر الغلوكوز في الدم بعيداً عن التقلبات المثيرة لعوارض الداء السكري. وتفيد الكمادات الباردة المشبعة بمغلي البابونج في التخلص من الهالات السود ومشاكل أخرى تصيب العينين، إلا أن الصيدلاني الألماني ماتياس أرنولد حذر بشدة من استعمال شاي البابونج في حال إصابة العين بالتهيج لأنه يزيد الوضع سوءاً، بحسب قوله، وينصح أرنولد باستعمال قطرات الدموع الاصطناعية لأنها الأفضل في هذه الحال. ويتظاهر تهيج العين بعلامات شتى، مثل الحرقة، والتدميع، والاحمرار، والشعور بوجود حبات من الرمل داخل العين. ويقلل البابونج من تشكل الغازات في الأحشاء، وهذا ما يساهم في التخلص من الحرقة المعدية ومن بوادر النفخة والتشنج في القولون ومتلازمة الأمعاء الهائجة. وإذا ما دهمتك بقع جلدية تحسسية في فصل الصيف فإن شرب شاي البابونج يعينك في التخلص من عوارض الحساسية، ويمكن استعمال قطع القطن المغمسة بشاي البابونج للتلطيف من حدة الاندفاعات الجلدية. كما ينفع شاي البابونج في علاج تقرحات الفم، والتهابات اللثة وما حول الأسنان. ولشاي البابونج شهرة واسعة في إذابة حصيات المرارة في وقت قصير نسبياً، ويقال أنه يفيد في علاج داء الرتوج (فتوق على سطح القولون)، والتهابات الأغشية المخاطية للأمعاء. ونوهت دراسة إلى أن شرب البابونج يرفع مستويات الجلايسين في البول، وهو مركّب يعمل على تهدئة التشنجات العضلية، ويعتقد الباحثون أن لهذا السبب يوصى بشاي البابونج في علاج تشنجات الدورة الشهرية. وهناك بعض الأدلة التي تؤكد فوائد شاي البابونج للتنحيف، حيث يمكن أن يساعد تناول كوب منه قبل الأكل بعشر دقائق على الأقل على زيادة إنتاج العصارة المعدية التي تساعد بدورها في فقدان الوزن. أما في شأن الكمية التي يجب تناولها من شاي البابونج، فينصح بتناول 3 إلى 4 أكواب يومياً بين وجبات الطعام. لكن على الحوامل أن يتجنبوا شربه لأنه يمكن أن ينبه الرحم ويثير الإجهاض، وكذلك على الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في النزف أن يتحاشوه لأنه يزيد من سيولة الدم.