دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، الدول العربية إلى مضاعفة الجهد والتعاون المشترك في التركيز على مجال العمل التنموي والاقتصادي والاجتماعي، والتنسيق في برامجها وسياساتها الاقتصادية والمالية، وسنّ القوانين والتشريعات اللازمة لتحفيز التجارة البينية، وتشجيع وحماية الاستثمار، وتيسير حركة رؤوس الأموال، وتشييد البنى التحتية المشتركة، للمساهمة في إيجاد اقتصادات قوية ومتينة، توفر فرص العمل المنتج لأبناء أمتنا، وتكون قادرة على مواجهة تحديات المستقبل، معرباً عن ثقته بدور القطاع الخاص كشريك أساسي في التنمية، ودعم العمل العربي المشترك، وهو ما يتطلب توفير الدعم الكامل له. وأوضح خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة، في الرياض أمس (الاثنين)، أن الكويت منذ عقد القمة الاقتصادية الأولى رأت أن العمل المشترك ينبغي له أن ينأى بعيداً عن أي تأثيرات للخلافات السياسية، بوصفه أنجع السبل نحو العمل المشترك. وأضاف أن ما تحقق عبر القمتين السابقتين يعد إنجازاً نوعياً على مستوى العمل المشترك، بيد أنه ما زال دون مستوى الطموح المنشود، ما يتوجب معه مواصلة الجهد، وتجاوز العديد من العقبات التي تعوق العمل المشترك، مشيراً إلى أن جدول أعمال القمة الحالية في الرياض حافل بالمواضيع، التي تتناول المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، التي إن أُقرت فستسهم بالوصول إلى غاياتنا وأَهدافنا، لما فيه الخير للدول العربية ورفاهية شعوبها. وقال إن بلاده بادرت بإنشاء صندوق لدعم مشاريع القطاع الخاص الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي بمساندة الدول العربية، مفيداً بأنه تم تفعيل الصندوق، وتوفير ما يناهز 60 في المئة من رأسماله البالغ بليوني دولار، من خلال مساهمة 15 دولة حتى الآن، ليبلغ مجموع القروض التي خصصها الصندوق 245 مليون دولار، داعياً بقية الدول العربية إلى الانضمام للمشروع العربي، حتى يستكمل أهدافه المرجوة. ويحذّر من الكارثة الإنسانية في سورية حذّر الشيخ صباح الأحمد من خطورة الكارثة الإنسانية، التي يتعرض لها السوريون في ظل استمرار آلة القتل والدمار التي تحصد آلاف الأرواح، وتدمّر كل ما حولها من دون تمييز، بسبب عدم تجاوب النظام مع جميع المبادرات على المستويين الإقليمي والدولي، داعياً الدول العربية لدعم مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بعقد مؤتمر دولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري في 30 كانون الثاني (يناير) الجاري في الكويت، للمساهمة الفعالة في المؤتمر، وتوفير الموارد المالية المستهدفة لمواجهة حاجات الأشقاء. ويهنئ فلسطين ويشكر المملكة جدّد أمير الكويت التهنئة للشعب الفلسطيني، لحصوله على صفة مراقب في الأممالمتحدة، وهو النجاح الذي تحقق بسبب عدالة القضية، مؤكداً في هذا الصدد أهمية توحيد الأطراف الفلسطينية لصفوفها، ووضع خلافاتها جانباً. وعبّر عن جزيل شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولحكومة وشعب المملكة على ما قدموه من جهد لإنجاح أعمال قمة الرياض، وما حظي به والقادة العرب من حسن استقبال وكرم ضيافة وإعداد مميز لإنجاح القمة.