بعد مضي 10 أيام على بدء الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة القصيم بتطبيق منع الدراجات النارية في متنزه القصيم الوطني المعروف ب«عسيلان» بسبب ضررها على الغطاء النباتي في المتنزه وفق ما قالت «الزراعة» في حينه، استغرب مواطنون غضّ الطرف من وزارة الزراعة والجهات ذات العلاقة بالبيئة، عما تقوم به أمانة منطقة القصيم من نقل للرمال لإنشاء مشاريع في مكان لا يبعد كثيراً عن المناطق التي منعت الدراجات النارية فيها، مؤكدين أن تلك الأماكن أيضاً ذات غطاء نباتي، وتعد من المراعي، وفيها حظائر ماشية لمواطنين ومناسبة للتنزه، خصوصاً في ظل وجود أماكن أخرى بديلة لنقل الرمال من دون تهديد الغطاء النباتي أو إلحاق ضرر بالبيئة. وعلمت «الحياة» أن نائب أمير منطقة القصيم فيصل بن مشعل بن سعود، تفاعل مع شكوى قدمها له مواطن قبل نحو أسبوعين تتعلق بنقل الرمال في شكل عشوائي في ذلك المكان، وما تسببه من ضرر على الغطاء النباتي والأماكن التي يقصدها بعض المواطنين للتنزه، وأمر نائب أمير منطقة القصيم بتشكيل لجنة من أمانة منطقة القصيم والإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة القصيم وفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار لدرس الشكوى التي تقدم بها المواطن. ووصف مواطنون ومهتمون بالبيئة عمليات نقل الرمال التي تقوم بها أمانة منطقة القصيم في ثلاثة مواقع من النفود الواقع شرق مدينة بريدة بالتجريف الجائر والعشوائي. وأكد المواطن أبو عبدالله أن عمليات نقل الرمال من المنطقة الواقعة جنوب طريق عسيلان، وشرق حي الهدية تسببت في تغيير أجزاء كبيرة من طبيعة الأرض هناك نتيجة الحفريات الكبيرة التي أعقبت نقل الرمل، وفي أكثر من موقع، كما بات يشكل تهديداً للغطاء النباتي، ما يجعله سبباً في القضاء على مراعي الماشية هناك. وقال: «نقل الرمال في هذا الشكل أمر مؤسف، لما له من أضرار على البيئة الصحراوية على المدى القريب والبعيد، وكونه سبباً في القضاء على الغطاء النباتي وتدميره، ما يهدد مراعي المواشي هناك»، مشيراً إلى أن عمليات نقل الرمال وما أعقبتها من حفر وبمساحات واسعة، باتت قريبة جداً من حظائر الماشية التي تنتشر هناك، وكذلك تعتبر تلك المنطقة منطقة تنزّه مناسبة لكثير من المواطنين، وقد تكون منطقة خطرة بعدما تعرضت له من تغيير في جغرافية الأرض. وأضاف أن السبب الذي قامت «الأمانة» من أجله بنقل رمال النفود بحسب اطلاعه على الموقع، هو وجود أرض طينية معروفة ب«السبخة» لا تصلح غالباً للإنشاءات، لكنها غطتها في جهتها وأحدثتها في الجهة الأخرى. واقترح المواطن أبو نواف على «أمانة القصيم» أن توقف نقل الرمال في تلك المنطقة ذات الغطاء النباتي وأماكن التنزه، وتنقله من المكان المعد ل«التطعيس» حالياً في «عسيلان»، والذي لا يبعد سوى بضعة كيلومترات، وليس فيه أية نبتة، ولا يعد مكاناً للتنزه، بل هو مكان يستخدمه الشباب للتطعيس فقط. «الأمانة»: نردم مواقع منخفضة لإنشاء سوقين للحطب والأثاث لم يقدم المتحدث باسم أمانة منطقة القصيم يزيد المحيميد، سبباً واضحاً لنقل الرمال من ثلاثة مواقع من النفود شرق مدينة بريدة. واكتفى المحيميد بالإجابة عن سؤال «الحياة» حول ملاحظات المواطنين هناك، واتهامهم إياها بالتجريف العشوائي للتربة لنقل الرمال، بالقول: «الأمانة تعمل في هذا الموقع لردم مواقع منخفضة في أراضي حكومية خارجة عن نطاق متنزه القصيم الوطني، لتنفيذ مشاريع تخدم الصالح العام، ومن ذلك تنفيذ سوق جديد للحطب وآخر للأثاث المستعمل». وفي ما يتعلق بعدم وضع الأمانة التي تعمل معداتها في الموقع لوحات توضيحية عن المشروع واسمه وفقاً لطلب الهيئة العامة لمكافحة الفساد، أكد المحيميد أنه سيتم تركيب اللوحات التعريفية للمشروع حال تسليم الموقع للمقاول للبدء في الأعمال الإنشائية، وذلك بعد اعتماد المخططات النهائية. ولم يتسن ل«الحياة» الحصول على تعليق من الإدارة العامة لشؤون الزراعة في القصيم، لأن مديرها العام في إجازة. إلى ذلك، حذّر مدير برنامج المحافظة على البيئة كبير الخبراء في مصلحة الأرصاد وحماية البيئة سابقاً الدكتور إبراهيم عالم من تأثير نقل الرمال على الغطاء النباتي. وأوضح عالم ل«الحياة»، أن الغبار الناتج من عمليات التجريف وحركة معدات الرفع والنقل يؤدي إلى القضاء على النباتات بسبب حجب أشعة الشمس عن الأوراق، مانعاً عملية التمثيل الضوئي في شكل يفوق منطقة التجريف، كما أن له تأثيراً مباشراً في الحياة الفطرية، ويسهم في زيادة رقعة التصحر، ويؤثر بشكل مباشر في صحة سكان القرى والهجر المجاورة بسبب ارتفاع نسبة العوالق الهوائية المسببة لأمراض الصدر، وكذلك تغيير مسار الأودية، كما أن التجريف يعد مخالفة لنظام المملكة البيئي القاضي بأهمية تنفيذ التقويم البيئي لأي مشروع مصنعي أو تنموي. ولفت إلى أن التجريف العشوائي يؤثر في السلامة العامة، لأن الحفر قد تكون خطرة على ضالٍ في الصحراء، أو ممتلئة بالماء جراء الأمطار، وحينها ستكون مصدراً آخر للخطر.