طالبت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة)، وزارة المياه والكهرباء، بإيضاح أسباب تأخر مشروعين للصرف الصحي وإنشاء شبكة مياه لقرى محافظة الأحساء، عن البرامج الزمنية المُحددة لها. كما طالبتها ببيان الإجراءات التي اتخذتها المديرية العامة للمياه في الأحساء، ضد المقاولين، لمعالجة بطء التنفيذ، مؤكدة على «تسريع إنجاز المشروعين» اللذين تصل كلفتهما إلى 151 مليون ريال. وتعيش قرى وبلدات عدة في الأحساء، وبخاصة في شمالها وشرقها، ظروفاً «صعبة»، بسبب الطفح المتواصل لمياه الصرف الصحي، الذي أحال شوارع تلك القرى والبلدات إلى مستنقعات، تتجمع فيها المياه الآسنة التي تتسرب من المنازل، غير المخدومة بشبكات الصرف الصحي. حتى أن الوصول إلى بعض المدارس أصبح مهمة «شبه مُستحيلة». وعلى رغم أن سكان هذه الأحياء رفعوا شكاوى وخطابات عدة، إلى مديرية المياه، وأمانة الأحساء والمجلس البلدي الذي حمل على عاتقه المطالبة بمعالجة المشكلة. وقالت «هيئة نزاهة، في بيان أصدرته أمس (تلقت «الحياة» نسخة منه): «إن الهيئة تابعت ما ورد إليها من بلاغات، حول معاناة المواطنين في الأحساء، من تأخر تنفيذ مشروعي شبكات الصرف الصحي (المرحلة الثالثة)، وتنفيذ شبكات المياه والتوصيلات المنزلية للقرى الشرقية والشمالية (العقد الأول)، وعن انتشار مُستنقعات الصرف الصحي داخل قرية الكلابية». وأوضحت الهيئة، أنها كلفت أحد مهندسيها بالوقوف على تلك المشاريع، ورصد الواقع، وتبيّن أن «مشروع تنفيذ شبكات الصرف الصحي (المرحلة الثالثة)، تم التعاقد عليه مع إحدى الشركات الوطنية، بقيمة بلغت 100 مليون ريال، ومدة التنفيذ بعد التمديد 50 شهراً و7 أيام. وتم تسليم الموقع للمقاول بتاريخ 8 من رمضان العام 1430ه، ليكون تاريخ انتهاء المشروع هو 15 من شوال العام الجاري. فيما أن نسبة الإنجاز حتى 29 من ذي الحجة الماضي، لم تتجاوز 50 في المئة، ونسبة المُدة المُنقضية نحو 79.10 في المئة، ما يعني تأخر سير التنفيذ في المشروع عن معدلات التنفيذ، وفق البرنامج الزمني»، لافتة إلى أنه تم «توجيه إنذارات عدة إلى المقاول. كان آخرها الإنذار النهائي بسحب المشروع منه في 8 من ذي القعدة الماضي». وحول مشروع شبكات المياه والتوصيلات المنزلية للقرى الشرقية والشمالية (العقد الأول)، أوضحت «نزاهة» أنه «موكل إلى إحدى المؤسسات، بقيمة بلغت 51 مليون ريال. وتم تسليم الموقع إلى المقاول بتاريخ 15 من محرم العام 1430ه، ومدة التنفيذ بعد التمديد 53 شهراً، ليكون تاريخ انتهاء المشروع هو 15 من جمادى الآخرة المقبل، فيما لا تتجاوز نسبة الإنجاز 75 في المئة، ونسبة المُدة المُنقضية من العقد نحو 90 في المئة، ما يعني تأخر سير التنفيذ في المشروع عن معدلات التنفيذ، وفق البرنامج الزمني». وتفاقمت مشكلة مستنقعات مياه الصرف الصحي في قرى الأحساء غير المخدومة بالشبكات منذ دخول فصل الشتاء، إذ يتسبب تشبع التربة بالمياه، في طفح المياه الآسنة وانتشارها في الشوارع. ما أدى إلى ظهور برك ومستنقعات، تنذر بوقوع كوارث بيئية، وانتشار أمراض مُعدية، وتكاثر الحشرات، وخصوصاً البعوض. وطالب سكان بلدة الكلابية، بمعالجة هذه المستنقعات، وبخاصة الواقعة بالقرب من مجمع مدارس البنات إضافة إلى منازل البلدة، التي تُقدر بنحو 3800 منزل، يقطنها أكثر من 10 آلاف نسمة، يعانون من تسرّب هذه المياه إلى بيوتهم، والروائح الناجمة عنها، فضلاً عن الحشرات التي تتكاثر في هذه المستنقعات، ما يُنذر بحدوث «كارثة». وأشار الأهالي إلى «ضعف مستوى البنية التحتية في بلدتهم، من شوارع وأرصفة، إضافة إلى ضعف أداء عمال النظافة، الذي يزيد من حجم مشكلة غياب شبكات تصريف مياه الصرف الصحي».