أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من الرياض أمس، تفهمه «الهواجس الموجودة عند دول الخليج وعدم تشجيع رعاياها للذهاب إلى لبنان»، مؤكداً أن «هذا الأمر غيمة صيف ستزول في وقت قريب وسيعود الإخوة الخليجيون الى لبنان، لأن لا شيء يمكن أن يؤثر على علاقتنا، ونحن سنبقى إخوة وأشقاء». وواصل ميقاتي لقاءاته في الرياض أمس قبيل مشاركته مساءً على رأس وفد وزاري في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تعقد بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. والتقى ميقاتي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في حضور الوفدين اللبناني والأردني، وجرى عرض للعلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة. وعصراً بحث ميقاتي العلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وحضر اللقاء وزير المال محمد الصفدي والسفير السعودي علي عواض عسيري، كما استقبل نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، وتناول البحث الأوضاع في المنطقة. كما التقى نائب رئيس مجلس الوزراء الليبي الصديق عبد الكريم في حضور الوفد اللبناني وجرى بحث العلاقات الثنائية والملفات المشتركة. وشدد ميقاتي على ضرورة العمل على إنهاء التحقيقات وكشف الحقيقة في ملف تغييب الإمام موسى الصدر. وكان ميقاتي استقبل رئيس «البنك الإسلامي للتنمية» أحمد محمد علي، الذي أكد تفاؤله حيال الواقع اللبناني، وأكد رئيس المجلس السعودي اللبناني لتشجيع الاستثمار عبد المحسن عبد العزيز الحكيم بعد لقائه ميقاتي، أن لبنان «يجب أن يكون بلد التسوق والسياحة والسلام، لأن السعوديين لديهم استثمارات كبيرة فيه». وكان ميقاتي لبى مساء أول من أمس دعوة المجلس العملي للاستثمار اللبناني إلى عشاء. وقال: «لا يمكن أن ننسى مبادرات خادم الحرمين الشريفين تجاه وطننا، لا سيما وقفته عام 2006 حيث كانت المملكة أول دولة وقفت إلى جانب لبنان لمساندته للخروج من محنته». وإذ دعا اللبنانيين المقيمين في المملكة إلى المساهمة في النهوض بلبنان، لفت إلى تأثر لبنان وسائر دول المنطقة بالأحداث الجارية في سورية. وقال: «تمنياتنا أن يعم الاستقرار والأمن في سورية والأهم بالنسبة إلينا هو الحفاظ على لبنان والاستقرار فيه، لذلك اتخذنا سياسة النأي بالنفس التي باتت موضع تأييد من الجميع». وأضاف: «صحيح أنه تحصل بعض الحوادث الأمنية، لكننا نعالجها بحكمة ومن منطلق العمل للحفاظ على لبنان في هذه المرحلة الصعبة وعدم تعريضه للمزيد من الخضات والاضطرابات».