أكد محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم أهمية استراتيجية المؤسسة في تنويع مصادر الطاقة، مشيراً إلى إنشاء أكبر محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في الخفجي، والمتزامنة مع أهم خطط المؤسسة الاستراتيجية التي تسير عليها لتنويع مصادر الطاقة، مؤكداً أنها وضعت ضمن خططها الاستراتيجية العمل على مشروع بحثي تطبيقي بحلول عام 2014، بهدف إيجاد حلول تقنية أقل كلفة، وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني. وقال في افتتاح الجلسة الوزارية في مؤتمر أبوظبي للاستدامة، وقمتي طاقة المستقبل والمياه ومؤتمر الطاقة المتجددة، أول من أمس: «لقد منّ الله على المنطقة العربية بثروة هائلة من الطاقة المتجددة، فهي تمتاز بأعلى سطوع شمسي على الأرض، إذ تشير الإحصاءات إلى أن الطاقة الشمسية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصل إلى معدلات تزيد على 1800 كيلوواط لكل متر مربع في العام، أما في المملكة فتقدر بحوالى 2000 كيلوواط لكل متر مربع في السنة»، مشيراً إلى أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أعلنت مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستفادة من الطاقة الشمسية في تحلية المياه، وتعمل عليها المدينة بمشاركة وزارة المياه والكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وقطاعات أخرى، إذ سيتم تنفيذ هذه المبادرة على ثلاث مراحل، بحيث تكون جميع المياه في المملكة محلاّة من طريق الطاقة الشمسية، وتمّ البدء في المرحلة الأولى، إذ يجري العمل على إنشاء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة تبلغ (30) ألف متر مكعب يومياً في مدينة الخفجي. وأضاف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة: «إن المؤسسة قامت هذا العام بتوقيع اتفاق مع شركات متخصصة بهدف تطوير نظم استغلال الطاقة الشمسية في عمليات التحلية الحرارية، إلى جانب اتفاق بحثي مع جامعة الملك سعود بالرياض في الاتجاه نفسه»، مشيراً إلى أنه تمّ التنسيق أخيراً مع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في سبيل العمل على درس تشغيل المحطات الصغيرة بالطاقة الشمسية أو الرياح، بحسب نتائج الدرس الاستقصائي. وكشف الدكتور آل إبراهيم عن أن المؤسسة تتناول هذا الموضوع من خلال أربع زوايا متكاملة، تشمل كمية الطاقة المثلى المطلوبة لإنتاج متر مكعب من مياه الشرب المحلاة، أو ما يعرف باستهلاك الطاقة النوعية، ومصدر الطاقة المستخدم في عمليات التحلية وما يتعلق بالكفاءة والتأثيرات البيئية، وإدارة الطاقة أثناء تشغيل وصيانة محطات التحلية والقوى الكهربائية، وحاجات شبكة المياه للطاقة، وكذلك الكفاءة للنقل والتوزيع، لافتاً إلى أن المؤسسة تعمل في ضوء ذلك، من خلال خطة كفاءة الماء والطاقة على مرحلتين (الحالية، والمحطات وخطوط الأنابيب الجديدة)، بغرض الحفاظ على الطاقة اللازمة للإنتاج والنقل للمتر المكعب من المياه، بحسب تصميم نظام المحطات الحالية، والحصول على أفضل استهلاك للطاقة والإنتاج والنقل للمحطات الجديدة. وأوضح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن المملكة تُعنى بتوفير المياه بجودة عالية وأكثر موثوقية، وتعمل في الوقت ذاته على خفض استهلاك الطاقة لدفع عجلة التنمية.