قتل نحو 19 عراقياً، على الأقل، وأصيب أكثر من 91 أمس في سلسلة تفجيرات ضربت مناطق عدة، فيما شنت قوة عراقية هجوماً عنيفاً على معقل لتنظيم «القاعدة» في صحراء الأنبار، غرب البلاد. وجاءت هذه الهجمات غداة مقتل أكثر من 49 عراقياً وإصابة نحو 300 في سلسلة هجمات، بينها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة وقعت الأربعاء في مناطق متفرقة في العراق. ووقع أعنف الهجمات أمس، على ما أفادت المصادر في بلدة الدجيل (60 كلم شمال بغداد) حيث انفجرت سيارة مفخخة استهدفت حسينية ومديرية التربية، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 56 آخرين. وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل سبعة أشخاص وإصابة 35 بانفجار سيارتين مفخختين. لكن محمد حسن قائمقام الدجيل قال إن «تسعة أشخاص قتلوا وأصيب 56 بانفجار سيارة واحدة قرب حسينية وسط القضاء». وحمل السلطات في بغداد مسؤولية «عدم تسليم قوات الشرطة أجهزة لكشف المتفجرات». وكان مصدر طبي في مستشفى بلد العام أكد تسلم جثث سبعة أشخاص، بالإضافة إلى 35 جريحاً. يشار إلى أن الدجيل هي إحدى البلدات التي يقطنها الشيعة في المحافظة ذات الغالبية السنية. وفي محافظة بابل، أفادت المصادر بأن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 17 في هجوم بسيارة مفخخة في بلدة القاسم. وقال مصدر في الشرطة إن «حافلة صغيرة مفخخة كانت متوقفة قرب الطريق السريع في البلدة انفجرت ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 17 آخرين». وفي الحسينية الواقعة في ضواحي بغداد، قتل شخصان وأصيب آخر بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش. من جهة أخرى، أفاد العقيد أحمد الحسناوي، وهو مدير الإعلام في شرطة كربلاء بأن عبوة لاصقة انفجرت بحافلة تقل زواراً باكستانيين في مرآب عون (10 كلم شمال كربلاء)». وأكد المسؤول في دائرة الصحة جمال مهدي أن 17 شخصاً أصيبوا، بينهم ثمانية باكستانيين نقلوا إلى المستشفيات للعلاج. وفي طوز خورماتو، قتل النقيب فلاح أحمد وهو ضابط في الاستخبارات في مكمن نصبه لعناصر من تنظيم «القاعدة» وسط البلدة. وأوضحت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن «الضابط اشتبك مع المسلحين وتمكن من قتل اثنين منهما، لكنه قتل، وفر الباقون». من جهة أخرى، قتلت القوات العراقية عشرة من عناصر تنظيم القاعدة في «عملية استباقية» عند المثلث الحدودي بين العراق وسورية والأردن واعتقلت سبعة آخرين. وقال المقدم محمد خلف شلال، من قيادة عمليات الأنبار، إن «عملية استباقية نوعية تنفذها قوات مشتركة من الجيش والشرطة في أودية حوران ومكر الذيب والحسينية الواقعة بين القائم والرطبة منذ أمس، أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر القاعدة». وأضاف أن «العملية أسفرت كذلك عن اعتقال سبعة من عناصر التنظيم وتم تدمير ست سيارات ذات دفع رباعي»، مؤكداً إصابة ثمانية من القوات العراقية. وزاد أن «طائرة هليكوبتر قتالية تشارك في العملية»، مشيراً إلى أن «الأهداف تمثل أوكاراً لتنظيم القاعدة ينطلقون منها لتنفيذ هجماتهم». وكانت صحراء الأنبار ملاذاً ل «القاعدة» وممراً آمناً لمسلحيه القادمين من سورية، لكن قوات «الصحوة» التي شكلتها عشائر المحافظة تمكنت من سد الطريق وحصر نشاطهم بشكل كبير.