تعرضت مناطق عدة في العراق لهجمات كان أعنفَها هجوم على سوق لبيع الطيور الداجنة بقذائف هاون شرق بغداد، وتفجير سيارة مفخخة في سامراء استهدفت زواراً شيعة، وسط معلومات عن قرب اجراء تغييرات واسعة في المناصب الامنية والعسكرية. وقتل أكثر من 12 عراقياً، وقال مصدر في وزارة الداخلية ان «عبوتين ناسفتين انفجرتا وسط سوق شعبية رئيسة في منطقة الحسينية» الواقعة شمال شرقي بغداد . واوضح ان «العبوة الاولى استهدفت مجموعة من المدنيين وسط السوق، فيما انفجرت العبوة الثانية لدى وصول دوريات الشرطة»، مؤكداً «مقتل واصابة نساء واطفال وعناصر من الشرطة» في الانفجارين، فيما أفادت معلومات أخرى ان قذائف هاون استهدفت السوق. وأكد مصدر طبي في مستشفى الشيخ ضاري القريب من منطقة الحسينية ان المستشفى «تلقى ثماني جثث واكثر من خمسين جريحاً بينهم نساء واطفال وعدد من عناصر الشرطة». وتحدث مصدر في وزارة الصحة عن مقتل 13 شخصاً واصابة نحو 150 آخرين في الانفجارين، بينهم خمسون اصيبوا بحروق. واعلن المصدر «مقتل ثلاثة من عناصر الشرطة في هجوم باسلحة مزودة كواتم للصوت استهدف صباح اليوم (أمس) نقطة تفتيشفي منطقة البياع» غرب بغداد. وفي سامراء (110 كلم شمال بغداد)، اعلن مقدم في الشرطة «مقتل سيدة ايرانية واصابة عشرة بجروح، بينهم سبعة زوار ايرانيين وشرطيان وجندي جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفيش للشرطة عند المدخل الجنوبي للمدينة». واوضح ان «الهجوم تزامن مع وجود الزوار الايرانيين على مقربة من نقطة التفتيش، وأصيب زائران ين جراء سقوط قذيفتي هاون في الموقع ذاته عقب الهجوم الاول». وقتل في الايام العشرة الاخيرة في العراق 160 شخصاً على الاقل في هجمات متفرقة، علماً ان 132 شخصاً بينهم 90 مدنياً قتلوا بهجمات وقعت في عموم البلاد خلال ايار (مايو) الماضي. ورغم انخفاض معدلات اعمال العنف في عموم العراق، والتي بلغت اوجها بين عامي 2006 و2008، ما زالت التفجيرات حدثاً يومياً، وقد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الاسابيع الاخيرة، خصوصاً تلك التي تستهدف مناطق تسكنها غالبيات شيعية. وقتل 22 شخصاً واصيب خمسون بجروح الاثنين في هجوم انتحاري استهدف مجلس عزاء شيعياً في بعقوبة شمال بغداد، فيما قتل 32 شخصاً واصيب العشرات السبت الماضي في هجومين بسيارتين مفخختين على زوار في بغداد. كما قتل 72 شخصاً واصيب اكثر من 250 الاسبوع الماضي في سلسلة هجمات بعد ايام قليلة من مقتل 25 شخصاً واصابة العشرات في هجوم على ديوان الوقف الشيعي. وفي السياق ذاته، اكد قائد الفرقة 17 اللواء الركن ناصر الغنام إن قواته استناداً الى معلومات استخباراتية دقيقة نفذت امس حملة دهم وتفتيش واسعة في جنوب بغداد أسفرت عن اعتقال 13 مطلوباً من تنظيم «القاعدة» والعثور على 23 عبوة ناسفة و190 مقذوفة من مختلف العيارات و80 و21 صاروخ كاتيوشا. الى ذلك أفاد بعض المعلومات أن رئيس الوزراء نوري المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة أمر «باجراء تغييرات إدارية واسعة على مستوى القادة الامنيين في اربع محافظات هي: بغداد وكركوك وديالى والانبار، تشمل استبدال 17 قائداً في القواطع الامنية واحالة 5 على التقاعد وتجميد صلاحيات اثنين». وجاء ذلك بعد تسلم المالكي تقريراً اثر تصاعد اعمال العنف اخيراً وظهور ضعف واضح في الخطط الامنية «. وتوقع مصدر أمني رفيع المستوى في تصريح الى «الحياة» ان «يشهد العراق تغييرات كبيرة في وزارتي الداخلية والدفاع، على ضوء الاختراقات الامنية». واشار الى «حركة مناقلات واسعة في وزارتي الدفاع والداخلية لا سيما في الحلقات المهمة ، وسيتم إسناد مناصب إلى ضباط يأمن المالكي جانبهم». وستتضمن الخطة «تسريح عدد من كبار ضباط الجيش والشرطة بعد ورود معلومات عن تورطهم في الخروقات الامنية في بغداد وعدد من المحافظات».