نشرت جماعة "جند الخلافة" الاسلامية، التي بايعت تنظيم "الدولة الإسلامية" صوراً تقول انها للرجل الفرنسي المعتقد انه خطف في الجزائر. وهدد خاطفو الرجل عبر شريط فيديو بث على "يوتيوب" بقتله في حال شن باريس غارات جوية جديدة في العراق. ودعا الرجل الذي بدا مرهقاً ويضع حول عنقه كاميرا ديجيتال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى "وقف تدخل فرنسا في العراق". وقال الرجل الذي اعطى اسمه وسنه وتاريخ ميلاده إنه وصل الى الجزائر يوم 20 أيلول (سبتمبر) وخطف في اليوم التالي. وقال: "انا في ايدي جند الخلافة وهي جماعة جزائرية مسلحة. هذه الجماعة المسلحة تطلب مني ان اطلب منك (الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند) ألا تتدخل في العراق. انهم يحتجزونني رهينة وأنا اطلب منك ايها السيد الرئيس ان تفعل كل شيء لتخلصني من هذا الوضع السيء واشكركم". ولم يتسن لناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان يؤكد على الفور مصداقية الفيديو. وظهر شخص ملثم في الشريط، وهو يقول: "نحن جند الخلافة في ارض الجزائر امتثالاً لأمر اميرنا خليفة المسلمين ابي بكر البغدادي (زعيم تنظيم الدولة الاسلامية) على لسان الناطق الرسمي نمهل هولاوند رئيس الدولة الفرنسية المجرمة بالكف عن عدوانها على دولة الاسلام خلال 24 ساعة من اصدار هذا البيان والا يكون مصير رعيته الذبح وان اردت حياته عليك بالاعلان الرسمي وتنهي عدوانك على دولة الاسلام". وكانت الخارجية الفرنسية أكدت في وقت سابق أن "مواطناً فرنسياً خطف في شرق الجزائر"، بعد ساعات فقط من تحذير تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) من أنه سيستهدف فرنسا بعدما نفذت باريس ضربات جوية ضد التنظيم في العراق. وأضافت الوزارة في بيان أرسل إلى "رويترز" مساء اليوم الاثنين "خطف مواطن فرنسي يوم الاحد في الجزائر في منطقة تيزي وزو حيث كان في عطلة هناك". وتابعت "لم يعلن احد المسؤولية عن الخطف". وقام مجهولون بخطف مواطن فرنسي في منطقة تيكجدة الجبلية الواقعة بين ولايتي تيزي وزو والبويرة مساء (120 كلم شرق الجزائر) اليوم الأحد فيما كان في جولة سياحية، وفق ما اكدت مصادر متطابقة الاثنين لوكالة "فرانس برس". ووفق المصادر فإن الامر يتعلق بسائح فرنسي كان يقوم بجولة في منطقة تيكجدة اعلى قمة جبال جرجرة. ولم تذكر المصادر ان كان الخاطفون من تنظيم" القاعدة" في بلاد المغرب الاسلامي المنتشرين في المنطقة، ام ان الامر يتعلق بعصابات مسلحة سبق لها ان خطفت مواطنين جزائريين بغرض طلب فدية. ووفق موقع إخباري محلي فان الضحية "دخل التراب الجزائري قبل يومين، اذ قام برفقة أصدقائه الجزائريين باستئجار شاليه بتيكجدة". واضاف الموقع استنادا لمصدر امني رفيع ان المواطن الفرنسي "خرج ليلة امس الاحد في نزهة سياحية مع أصدقائه، لتباغتهم مجموعة ارهابية بمنطقة آيت أوربان وبعد التأكد من هويته الفرنسية قامت باختطافه وأطلقت سراح الجزائريين". وخلال العشر سنوات الماضية تعرض حوالي 80 شخصا للخطف في تيزي وزو كلهم جزائريون وتم اطلاق سراح غالبيتهم بعد دفع فدية، بينما قتل ثلاثة بحسب الصحف. وكان اخر الضحايا شاب (19 سنة) عثر عليه مقتولا بعد اسبوع من خطفه في تشرين الاول/اكتوبر 2012. والقي القبض على الفاعلين الثلاثة وحكم عليهم بالاعدام في تشرين الثاني (نوفمبر) في العام 2013 بتهم القتل والخطف بغرض طلب فدية. وسبق لقوات الامن الجزائرية ان القت القبض في 2011 على عناصر عصابة اجرامية متهمة بالوقوف وراء العديد من حوادث الخطف في منطقة القبائل. وكان عناصر هذه العصابة يدعون انتماءهم للقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ويضعون حواجز امنية مزيفة في منطقة اغريب بالقرب من ازفون. واظهرت التحقيقات ان عناصر العصابة مسؤولون عن ثلاثة حوادث خطف وقتل مقاول حاول الهروب اثناء تعرضه للخطف في 2010. ولم يتم الاعلان عن خطف اي اجنبي في هذه المنطقة، قبل هذه الحادثة، التي تاتي ساعات بعد اطلاق تنظيم الدولة الاسلامية نداء بقتل كل مواطن ينتمي لدول التحالف (ومنها فرنسا) الذي تشكل لمحاربة هذا التنظيم في سورية والعراق. الى ذلك، طالبت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين الفرنسيين المقيمين في نحو 30 دولة او مضطرين الى التوجه اليها ب"توخي أقصى درجات الحذر"، بعد تهديد باستهداف الرعايا الغربيين ولا سيما الفرنسيين منهم.