عشية انعقاد القمة الروحية الاسلامية - المسيحية في دار الفتوى غداً، زار البطريرك الماروني بشارة الراعي، على رأس وفد، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى مهنّئاً بتنصيبه. وقال الراعي خلال اللقاء: «الزيارة تعبير عن تأييدنا الكامل لكل ما جاء في خطبة التنصيب التي فتحت آفاقاً جديدة على صعيد الوطن والمسلمين والعيش المشترك، نحن المسيحيين والمسلمين، نشكّل عائلة واحدة، ذات مصير واحد وثقافة مشتركة اغتنت من قيم الإسلام والمسيحية وتقاليدهما، وتميزَّت بالانفتاح على الآخر المختلف، وتحصّنت بالعيش المشترك المنظم بحماية الدستور»، لافتاً إلى «أننا في خضم معاناتنا الداخلية وتداعيات الانقسامات والنزاعات والحروب والتنظيمات التكفيرية الإرهابية، أمام التحدي الكبير وهو حماية ثقافتنا اللبنانية المشتركة وتطويرها». وأشار إلى أن «الأحداث الجارية والانقسام السياسي، وتفشي الروح المذهبية والعداوة، شوّهت وجه الإنسان». مشدداً على «وجوب إقرار وتحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة التي أقرتها وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف». وقال: «لا يحق لنا بعد 94 سنة من حياة الجمهورية، وصدور وثيقة الوفاق الوطني، وتثبيت الميثاق الوطني وصيغته التطبيقية، أن نتساءل أي لبنان نريد، أو أن نتكلم عن مؤتمر تأسيسي، أو عن مثالثة. ولا يحق لأي فئة أو مكون أو تحالف سياسي أو مذهبي أن يهيمن على البلاد وينحرف بالديموقراطية التوافقية عن غايتها»، وشدد على أن «المطلوب الولاء للبنان أولاً والتقيد بالدستور والميثاق وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني». وزاد: «يوجب علينا الضمير عدم السكوت على الظلم والاستبداد ومخالفة المبادئ والثوابت ونرانا في الوقت عينه أمام واجب العمل من أجل التفاهم بين الفريقين المتنازعين 8 و14 آذار وانتخاب رئيس للجمهورية وإجراء المصالحة الوطنية وتأمين انتظام المؤسسات وتنزيه القضاء ودعم الجيش والقوى الأمنية، وضبط السلاح غير الشرعي».