قدمت نحو 55 دولة طلباً الى مجلس الأمن باحالة ملف النزاع السوري الى المحكمة الجنائية الدولية من أجل فتح تحقيق حول ارتكاب جرائم حرب. وقدم الطلب أمس في عريضة اعدتها سويسرا التي امضت سبعة اشهر تجمع التواقيع. ومجلس الامن هو الهيئة الوحيدة المخولة احالة الملف الى المحكمة الجنائية الدولية. وكان المتحدث باسم البعثة السويسرية في الاممالمتحدة ادريان سولبرغر أكد ان الرسالة ستسلم الاثنين، فيما ذكرت مصادر ديبلوماسية اخرى ان 55 دولة وقعت الرسالة وان دولاً أخرى قد تنضم اليها رغم ان المبادرة ليست لديها فرص قوية في النجاح. ووصل مجلس الامن الى طريق مسدود في قضية النزاع السوري المستمر منذ 22 شهراً بسبب عرقلة الصين وروسيا اللتين استخدمتا حق النقض ضد مشاريع قرارات تهدد بفرض عقوبات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وبما ان الدولتين ليستا عضوين في المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، فإنهما سترفضان بالتأكيد أي قرار جديد يشير الى اتهامات بارتكاب جرائم حرب. كما ان سورية ليست عضواً في المحكمة. وقالت مصادر ديبلوماسية ان غالبية الموقعين من الدول الاوروبية. ولم توقع الولاياتالمتحدة الرسالة لأنها ليست عضواً في المحكمة لكنها تدعم هذه المبادرة كما اوضح ديبلوماسيون. واعلن وزير خارجية سويسرا ديديه برخالتر لمحطة «اس ار اف» السويسرية الجمعة «ان اقتراحنا يحظى بدعم في اوروبا وفي معظم المناطق الاخرى في العالم»، مضيفاً: «نريد تحريك هذه العملية الآن»، لافتاً الى «جرائم حرب رهيبة ترتكب في سورية ويجب ان يعرف الناس ان هذه الجرائم لن تبقى من دون عقاب». وتعتبر روسيا أبرز جهة معارضة للتحرك الدولي بخصوص النزاع في سورية الذي اوقع اكثر من 60 ألف قتيل حتى الآن بحسب الاممالمتحدة. وأكدت الحكومة الروسية مجدداً الاحد انها تعارض أي تحرك لإرغام الأسد على التنحي كجزء من اي اتفاق من اجل التوصل الى تسوية سياسية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاحد ان استبعاد الرئيس بشار الاسد عن العملية السياسية في سورية امر «يستحيل تنفيذه». وقال ريتشارد ديكر الخبير القانوني الدولي من «هيومن رايتس ووتش» انه «ازاء المذابح المستمرة، قامت روسيا والصين بشل عمل مجلس الامن لفترة طويلة»، مضيفاً ان العريضة السويسرية تشكل «عملاً غير مسبوق في ديبلوماسية القضاء». واضاف ان «فتح تحقيق من قبل المحكمة سيجرد كل اطراف النزاع من الشعور بالإفلات من العقاب ويشير الى ان التجاوزات قد تودي بهم الى زنزانة في لاهاي».