قتل 10 أطفال جراء قصف بالطيران الحربي والمدفعي على ريف دمشق أمس الاثنين، في وقت تعتزم 55 دولة الطلب من مجلس الأمن إحالة ملف النزاع السوري على المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ارتكاب جرائم حرب. وتأتي هذه التطورات غداة اعتبار موسكو حليفة النظام السوري أن استبعاد الرئيس بشار الأسد عن العملية السياسية في سوريا أمر «يستحيل تنفيذه»، وذكرت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) في تقرير جديد: «إن القوات السورية تستخدم صواريخ تتسم بعدم التمييز وتحتوي ذخائر صغيرة انفجارية، استخدمت في هجمات بالقرب من مدينة إدلب، ولدة اللطامنة شمال غرب حماة، فيما تعتبر أول أمثلة معروفة على استخدام القوات السورية للذخائر العنقودية أرضية الإطلاق، التي تم تصنيعها في مصر، بحسب «هيومن رايتس ووتش». وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن «ثمانية أطفال وخمس نساء» قضوا جراء قصف بالطيران الحربي على مدينة المعضمية جنوب غرب دمشق. وأوضح عبدالرحمن أن أعمار الأطفال تتراوح بين 6 أشهر و14 سنة، يضافون إلى أكثر من 3500 طفل أحصى المرصد سقوطهم منذ بدء النزاع السوري قبل نحو 22 شهرًا. من جهتها، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» القوات النظامية باستخدام نوع جديد من القنابل العنقودية يتميز بالعشوائية وعدم التمييز، في هجومين شنتهما في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) خلال الشهرين الماضيين. ومع اقتراب النزاع من نهاية شهره الثاني والعشرين حاصدًا أكثر من 60 ألف شخص بحسب أرقام الأممالمتحدة، تعتزم 55 دولة تقديم عريضة أعدتها سويسرا واستغرق جمع التواقيع عليها قرابة 7 أشهر، لرفع ملف النزاع الى المحكمة الجنائية الدولية، وقال المتحدث باسم البعثة السويسرية في الأممالمتحدة ادريان سولبرغر لفرانس برس: «إن الرسالة ستسلم إلى مجلس الأمن، وهو الهيئة الوحيدة المخولةبإاحالة الملف». إلى ذلك قال العميد سليم إدريس، رئيس أركان القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، إن «جميع الإيرانيين الموجودين على أرض سوريا أمامهم 24 ساعة فقط لمغادرتها، وإلا فإن الجيش الحر غير مسؤول عن حياتهم».وأوضح إدريس أن «الإيرانيين الذين يتم أسرهم، تدعي حكومتهم أنهم عاملون مدنيون لدى هيئات سورية، وهو ما يدعونا لإصدار هذا التحذير».وكشف رئيس أركان القيادة المشتركة للجيش السوري الحر أن «الدعم الإيراني والروسي للنظام يزداد، وليس كما يظن البعض أنه ينحسر»، مشيرًا إلى أن لديهم معلومات بأن «الأجهزة الأمنية تتم إدارتها بواسطة خبراء روس وإيرانيين».ولفت إدريس، أيضا، إلى أن «بعض ممن أفرج عنه من مقاتلي الجيش الحر ضمن صفقة تبادل الأسرى التي نفذت مؤخرًا بين الجيش الحر والنظام قالوا إنهم خضعوا للتحقيق على يد محققين إيرانيين». وعلى صعيد العمليات العسكرية، أبدى إدريس سعادته بالسيطرة على مطار تفتناز العسكري بمحافظة إدلب (شمال)، مشيرًا إلى أن «هناك خمسة مواقع أخرى سيستهدفها الجيش الحر في الساعات المقبلة»، رافضا تسميتها لدواعي السرية. وحول معركة الحسم مع النظام، قال رئيس أركان القيادة المشتركة للجيش السوري الحر إن لديهم من الأسلحة ما يمكنهم من الصمود لفترة طويلة، مضيفًا: «سيأتي اليوم الذي نصل فيه لبشار رغم ما يتلقاه من دعم إيراني وروسي، لأننا لدينا ما هو أهم وهو دعم المولى سبحانه وتعالى «.