تُطلق محافظة النعيرية، مساء الأربعاء المقبل، النسخة ال12، من مهرجانها الربيعي، الذي تتواصل فعالياته على مدار 15 يوماً. واستقبلت المدينة والمناطق الصحراوية القريبة منها، خلال اليومين الماضيين، طلائع المتنزهين، السعوديين والخليجيين، الذين يقصدون المحافظة خلال أشهر الشتاء سنوياً، للتخييم في صحرائها، ومتابعة فعاليات المهرجان. وتتنوع فعاليات المهرجان الذي يُقام بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، فبعضها موجهة لخدمة «الأسر المُنتجة»، وأخرى أدبية ومسابقات ثقافية وترفيهية للأسرة والأطفال، إلى جانب إقامة معارض وقرية شعبية. وقال محافظ النعيرية ناصر الماضي: «ستنفذ فعاليات وفقرات ترفيهية منوعة، ولكن الحاضر الأبرز فيها معروضات الأسر المنتجة، وما تقدمه من إنتاج نسيجي، أو رسومات تشكيلية، أو في مجال الأطعمة والحلويات»، لافتاً إلى أن اللجنة «عمدت إلى تخصيص موقع خاص بالمناشط النسائية، يتيح للعوائل الاستمتاع بالفعاليات الموجهة إلى الأسرة، في أجواء تتميز بالخصوصية والاستقلال عن الأماكن المخصصة للرجال». وأعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان، عن نيتها تنظيم «أمسيات وديوانيات ومحاورات شعرية خلال فترة المهرجان، لشعراء معروفين على الساحة الشعبية والأدبية، إضافة إلى إقامة مسابقات حركية وألعاب ترفيهية للأطفال، وعروض القوة والتحدي، ومحاضرات دينية لعدد من المشايخ». كما يحتضن المهرجان جانباً من المعارض التوعوية التي ستقام بمشاركة جهات حكومية في المحافظة، وشركة «أرامكو السعودية»، وكلية العلوم والآداب للبنات في النعيرية، وفرع جمعية البر الخيرية، والجمعية الخيرية في مليجة، لتنفيذ أنشطة في مجال الأسر المنتجة ورعاية الطفل، إضافة إلى إطلاق فعاليات القرية التراثية على أرض المهرجان، التي تعرض أصنافاً عدة من الموروثات الصناعية، مثل التجارة وصناعة الحديد، والخوص والسلال والفخار، وبعض المشغولات اليدوية، إضافة إلى وجود أنواع مختلفة من الأطعمة الشعبية، وإقامة مسابقات موجهة لدعم هوايات شعبية، مثل إقامة معارض ومزادات على الأغنام، والمواشي، وإقامة مزاد وعرض لمزايين الصقور، وسباقات هجن وخيل. إلى ذلك، بدأت محافظة النعيرية تستقبل طلائع الزوار، الذين توافدوا عليها منذ نهاية إجازة الأسابيع الماضية، لقضاء الإجازة في ربوعها، وسط استعدادات متكاملة لمهرجان ربيع النعيرية. وبدأت طرق المحافظة تشهد حضوراً وزحاماً بات واضحاً. في الوقت الذي تُستكمل فيه خلال اليومين المقبلين، عملية استقبال الزوار من مناطق المملكة، وبعض دول الخليج المجاورة. وارتفعت نسبة استئجار المخيمات، إلى مستويات عالية، من جانب المتنزهين، حتى أن بعضهم قام بحجز مخيمه منذ شهر، لقضاء إجازة الربيع في النعيرية، بعد ما شهدته المحافظة من سقوط أمطار عليها، وساهم في اعتدال أجوائها. كما نالت الشقق المفروشة نصيبها من سكن هؤلاء الزوار. وأنهت الأجهزة الأمنية استعدادها لاستقبال الزوار، وفق خطة أمنية متكاملة، شملت طرق المحافظة وميادينها العامة. كالسوق الشعبي الذي يحظى بأهمية «بالغة» لدى معظم زوار محافظة النعيرية، الذين يخصصون من برنامجهم وقتاً لزيارته، والاطلاع على مبيعاته الشعبية ومقتنياته الأثرية. فيما كان لتواجد «الفقع الجزائري»، حضوراً في ساحة السوق، وعُرضت كميات مختلفة من الفقع من نوعي «الزبيدي» و»الخلاص»، إلى جانب توافد باعة يمنيين؛ لعرض ما لديهم من منتجات يمنية مختلفة للزوار والمتنزهين.