نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – كرّر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن بلاده «لن تتراجع عن حقها في امتلاك الطاقة النووية»، معلناً أن حكومته والقوات المسلحة الإيرانية ستساعد «شعوب المنطقة» في مواجهتها «الإرهاب» و»مؤامرات الدول الكبرى». كلام روحاني ورد في كلمة ألقاها خلال عرض عسكري نُظم أمام ضريح الإمام الخميني في طهران، لمناسبة الذكرى ال34 لاندلاع الحرب الإيرانية – العراقية. وعرضت القوات المسلحة 12 صاروخاً بعيد المدى، بعضها يبلغ مداه ألفي كيلومتر، ما يعني أنها تطاول إسرائيل، من طراز «سجيل» و»قدر – أف». وقال روحاني إن «العالم كان يتصوّر أن في إمكانه دحر الثورة الإسلامية، إذا تكالب الشرق والغرب ضد إيران في الحرب المفروضة عليها». وأضاف: «الشعب الإيراني يتابع صموده ولن نخشى ضغوط الأعداء. لا نريد حروباً ولا نسعى إلى تصريف أسلحتنا بحروب مصطنعة، مثل آخرين». واعتبر أن «إيران هي ركيزة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الحساسة والاستراتيجية (التي) تسيطر عليها الآن اضطرابات وانعدام أمن ومجازر ورعب ويسودها إرهاب». وتابع: «إيران تتقرّب دوماً من المظلومين، وستتابع ذلك. شعوب المنطقة تقاوم الإرهابيين، والقوات المسلحة والحكومة في إيران ستساعدهم في كل مكان. إننا مسرورون لمواجهة شعوب المنطقة مؤامرات الدول الكبرى». وأشاد روحاني ب»انتصارات ضخمة في العراق وسورية وغزة وفلسطين»، مشيراً إلى «شهامة أبناء اليمن والتلاحم الجديد في أفغانستان»، ومعتبراً أن «استمرار صمود شعوب المنطقة في مواجهة مؤامرات الاستكبار سيجعل النصر النهائي حليفنا». وأكد أن طهران «لن ترضخ لضغوط الغرب» في المفاوضات حول ملفها النووي. وأضاف قبل توجّهه إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة: «لن نتراجع عن حقوقنا الرئيسة في امتلاك الطاقة النووية السلمية». ظريف – كيري في نيويورك، أعلن مسؤول بارز في الخارجية الأميركية أن الوزير جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف راجعا خلال اجتماع دام ساعة في فندق، «وضع مفاوضات الدول الست التي يقودها الاتحاد الأوروبي، في شأن البرنامج النووي الإيراني». وأضاف انهما «ناقشا الخطوات التي أُنجزت والعمل الذي ما زال يجب القيام به» لتسوية الملف بحلول 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتابع أن كيري «أشار إلى أن هذا الأسبوع يشكّل فرصة لتحقيق تقدّم إضافي، وشدد على أن نيتنا فعل ذلك». وزاد أن الوزيرين اتفقا على أن يلتقيا مجدداً في نيويورك «إذا كانت هناك ضرورة لذلك». ولفت المسؤول إلى أن كيري وظريف بحثا أيضاً في «التهديد الذي يشكّله تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية. ظريف الذي التقى أيضاً الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، اعتبر أن «إثارة المواضيع الخلافية بين الشيعة والسنّة، هدفها صرف الأنظار عن مكافحة الإرهاب والتطرف». ونسبت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) إلى العربي قوله إن «إيران بوصفها بلداً قوياً في الشرق الأوسط، يمكنها أن تؤدّي دوراً بنّاء في تسوية القضايا الإقليمية، خصوصاً في التصدي لداعش». على صعيد آخر، حذرت أوساط متشددة في إيران من الاستجابة لاقتراح أميركي أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأنه ينص على إبقاء غالبية أجهزة الطرد المركزي في المنشآت الذرية الإيرانية، مع فصلها عن خطوط إمدادها بيورانيوم. واعتبر حسين شيخ الإسلام، مستشار رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني، أن طرح الأميركيين «هذا الاقتراح المضحك، يعني أنهم يتصرفون مثل أطفال مع آلية المفاوضات، أو انهم يعتبرون الإيرانيين أغبياء». ورأى أن الاقتراح «مهين للشعب الإيراني»، فيما نبّه رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة حسين شريعتمداري الحكومة والوفد المفاوض من «الخدعة الجديدة» في المفاوضات «النووية».