ينعى الوسط الرياضي في المملكة العربية السعودية المنتخب الوطني الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في «خليجي21»، وودع الحياة بعد محاولات يائسة لإنعاشه، لكنها باءت بالفشل.. فإنا لله وإنا إليه راجعون. منتخب يفشل في إثبات نفسه في بطولة إقليمية محدودة، ويخرج من دورها الأول بفوز يتيم على أضعف الفرق، وبخسارتين مؤلمتين ابتداءً وختاماً. منتخب فقير فنياً، هشّ إدارياً، متفكك عناصرياً، تراهم جميعاً، وقلوبهم شتى، ومدرب لا يعنيه من أمره شيء، يكفي أن يلخص أسباب الخسارة بعبارة: «خسرنا لأنهم سجلوا، ونحن لم نسجل»، لتدركوا كم نحن «ملعوب علينا»، حال مزرٍ، كلما انكشف منه جزء، تم ترقيعه بوعود وأمانٍ عريضة، ولكن يبدو أن الشق اتسع على الراقع، فلم يعد يستجيب لأي علاج، وتوفي ذات مساء حزين، ولم يبق منه إلا ذكراه في أيام سلفت. منظومة كاملة تتحمل تبعات ما جرى للأخضر، فإن كان المسؤولون عن المنتخب يجددون الثقة في الجهاز التدريبي بعد أي فوز باهت، فإنهم رأس الهرم في مأساة الكرة السعودية، فهم يرون تخبطات ريكارد وتجريباته في اللاعبين، كأنه يراهم للمرة الأولى. وإن صحت الأنباء بتدخل جهات عليا في تشكيلة المنتخب، فهو مدرب لا يحترم نفسه قبل التدخل في عمله، وهل يعقل أن الرضا عن عمل ريكارد جعله بمنأى عن المساءلة، وهو يتخبط منذ تم التعاقد معه حتى الآن؟ ولديّ سؤال لأي مسؤول في اتحاد الكرة: ما نتاج عمل ريكارد؟ أي منجز حققه حتى يبقى؟ لا نقول ألغوا عقده، فقد أصبحنا نحب التأني، ولا نستعجل النتائج، ولكن ترتيب المنتخب في التصنيف الدولي في تراجع مهول، ومستواه في تدهور مخجل، فهل يرضي المسؤولين ذلك؟ أم أنه ما زال لديهم أمل وثقة في ريكارد بعد فضيحة المنامة؟ أما المتسبب الثاني، في ما جرى فهم اللاعبون الذين طاب لهم وجود من ينتقد إعلامياً، وهو المدرب، إذ أصبح درعاً واقياً، احتموا به، ولم نر في البطولة أي لاعب يستحق أن يرتدي القميص الأخضر، ويخلص له كل ما يفعلون من اجتهادات، صابت أم خابت لا يهم.. لاعبون فقدوا الدافع للبذل والعطاء، إخلاصهم للمادة والمادة لديهم تعاني تضخماً، فما الذي يجبرهم على التعب؟ فهم في نظر الجمهور أجساد بلا أرواح، ولاعبون بلا أية قيمة فنية. والطرف الثالث، كان للأسف إعلامنا الذي «شد حيله في التثبيط»، فانقطع حبل الود، وانتهى الحلم بأيدينا لا بيد العراق أو الكويت. وأخيراً، أما آن للربيع الرياضي أن يجتاح الكرة السعودية، ويغير ملامحها، ولكن ليس في هذا المنتخب، بل في منتخب الشباب، فبهم تعود الحياة والروح. [email protected] Qmonira@