أكدت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن أمن المعلومات أصبح مطلبًا هامًا في ظل الاعتماد وبشكل كبير على استخدام البريد الإلكتروني في المراسلات، وانتشار ما يعرف بالإعلام الجديد أو مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن هذه المواقع على الأقل في الوقت الحالي لا تخضع لالتزام تعاقدي بتوفير أمن المعلومات للمؤسسات والشركات التي يقوم موظفوها بالنشر على هذه المواقع، وبالتالي يسهل الحصول على المعلومات أو البيانات المهمة من المناقشات التي تُجرى على المواقع الاجتماعية. وأوضح مدير عام العلاقات العامة والصناعية والمتحدث الرسمي في المؤسسة عبدالعزيز المزروع، أنه يتم الكشف عن بعض المعلومات عندما يقوم أحد الموظفين بالنشر على حساب «الفيسبوك» أو «تويتر» الخاص به، أو قد ينشر بيانات سرية للقطاع الذي يعمل فيه دون قصد، مشيراً إلى أن كثير من المؤسسات والشركات تكبَّدت خسائر باهظة نتيجة حوادث اختراق أمن المعلومات، كما يؤثر بطريقة أو بأخرى على صورة هذه القطاعات خصوصاً إذا كانت قطاعات مصرفية أو شركات مساهمة أو حتى قطاعات خدمية. وأكد المزروع على احتياج كافة القطاعات إلى الاهتمام بأمن المعلومات لمنع كشف الموارد المملوكة لها، وأنه يجب على هذه القطاعات تثقيف وتوعية منسوبيها فيما يتعلق بأمن المعلومات، كما أكد على أن الاهتمام والحرص على معرفة ومتابعة المستجدات في مجال أمن المعلومات يساهم بشكل كبير على حماية أمن الوطن ومكتسباته، ويساعد في تكوين خبرات وطنية قادرة على مواكبة التقنية المتسارعة والمساهمة بفاعلية في دعم عجلة التنمية الوطنية. وأشار إلى الجهود التي تبذلها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة كأحد القطاعات الحيوية والهامة في المملكة في سبيل تأمين أمن المعلومات، مبيناً أن للبعد الجغرافي الكبير لمشاريع المؤسسة العملاقة لمحطات التحلية المنتشرة في 16 موقعاً في المملكة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على الساحل الغربي، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب على الساحل الشرقي، إضافة إلى خطوط الأنابيب ومحطات الضخ الممتدة في العمق، دور في هذا الجانب. وذكر أن الإدارة العامة للحاسب الآلي والمعلومات في المؤسسة تقوم بإجراءات وخطوات مستمرة في سبيل تأمين المعلومات والمحافظة عليها، مشيداً بالسياسات التي تطبقها لخدمة العاملين في الاستفادة من التقنيات الحديثة مع تطبيق أنظمة صارمة لأي تجاوزات، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية استعداد المؤسسة كمثيلاتها من القطاعات الحكومية والخاصة لتطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية، والتي تتطلب تأهيل الموظفين وتزويدهم بأنظمة المعلومات ومنع الاختراقات، بالإضافة إلى قيام المؤسسة بعمل تشريعات واحتياطات تقنية في أمن المعلومات. وكانت المؤسسة نفذت، أخيراً، برنامج « أمن وسرية المعلومات والاتصالات في العلاقات العامة» على مدى خمسة أيام في فندق «هوليدي إن» في الخبر، وشارك فيه 20 موظفاً من الإدارة العامة في الرياض وإدارات ومحطات المؤسسة في الساحلين الغربي والشرقي. وهدف البرنامج إلى التعرف على المخاطر المختلفة التي تهدد أمن المعلومات وسبل الحفاظ عليها من الفقد والاختراق، مع إكساب المعرفة في الإجراءات المطلوبة للتصرف عند حدوث أي خطر يهدد المعلومات. وأكد مدرب الدورة المستشار في أمن المعلومات والمعتمد من شركة ميكروسوفت الدكتور وليد النابلسي على أن العنصر البشري يعد من أهم العناصر والخطر الأكبر في أمن المعلومات الذي يشكل رأس الهرم، لأن اختراق البشر أسهل من اختراق الأجهزة، بسبب قلة الوعي الأمني وعدم الإدراك بالمخاطر إلا بعد فوات الأوان والتي تشكل 55 في المئة، مما يؤدي لتسريب معلومات سرية إلى خارج المؤسسة، في ظل الازدياد المطرد للحوسبة والتطبيقات الإلكترونية واستخداماتها والتي تتطلب بيئة آمنة، مضيفاً أن 70 في المئة من الاختراقات تأتي من أخطاء المستخدمين، و2 في المئة من المخترقين الخارجيين.