إن الاهتمام الكبير الذي يوليه أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله بعنصر الادارة والمورد البشري وتبنيه العديد من البرامج والمشاريع التي تهدف الى الارتقاء بالاداء والانتاجية في القطاع الحكومي الى أعلى مستوياته ينبثق من ايمانه العميق بأهمية هذه العناصر ودورها الرئيس في بناء الفرد والمجتمع، وعلى هذا الأساس المتين بدأت جائزة الأمير محمد بن فهد للأداء الحكومي المتميز وأوجدت روح المنافسة الشريفة بين جميع الجهات الحكومية في المنطقة الشرقية لتقديم الأفضل ورفع جودة الأداء في مختلف المجالات الذي من شأنه أن ينعكس ايجابا على الخدمات المقدمة للمستفيدين وعلى التنمية في المنطقة. ومنذ انطلاق جائزة الأمير محمد بن فهد للأداء الحكومي المتميز في دورتها الاولى حتى هذه اللحظة يتضح جليا مساهمة الجائزة في تطوير الادارات والمؤسسات الحكومية ونشر ثقافة التنافس بين هذه الجهات في مختلف الأنشطة. ويعتبر الفوز بجائزته حفظه الله للأداء الحكومي المتميز شرفا كبيرا وحافزا لنا لمواصلة الجهد والعطاء للحفاظ على هذا المستوى المتميز وتقديم المزيد من النجاحات والمنجزات بإذن الله تعالى. ويأتي فوز محطات تحلية المياه بالخبر بجائزة أفضل مؤسسة ذات ميزانية مستقلة، وحصول مركز تدريب المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالجبيل على جائزة أفضل جهاز حكومي تعليمي تتويجا للجهود التي بذلها ويبذلها المسئولون والعاملون في الجهات التابعة لفرع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالساحل الشرقية وثمرة للدعم والمتابعة المستمرة من قبل الادارة العليا بالمؤسسة وعلى رأسهم معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس ادارة المؤسسة المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين ومعالي محافظ المؤسسة الأستاذ فهيد بن فهد الشريف. كما أن هذا الانجاز يضاف الى الانجازات التي حققتها المؤسسة على مستوى الجائزة. ففي عام 1423ه حققت المؤسسة جائزة أفضل منظمة حكومية رئيسة، وفي عام 1426ه حصلت محطات الجبيل على الجائزة كأفضل منظومة حكومية في الاداء الحكومي. إن استمرار الجهات الممثلة للمؤسسة بالساحل الشرقي في الحصول على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد للاداء الحكومي المتميز جاء كون المؤسسة تعتمد في أسلوبها على التطوير المستمر للعمليات والاجراءات وتسعى دائما الى الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة لديها، ومن ذلك حرصها على اعادة هيكلة معظم عملياتها المالية والادارية والفنية لتسهيل الاجراءات ورفع كفاءة أعمالها. وقد كان لتقنية المعلومات دور فاعل في رفع أداء المؤسسة، حيث تبنت المؤسسة استخدام الحاسب الآلي لتطوير أعمالها على مختلف المستويات عن طريق مكننة العمليات والاجراءات لتحويل بيئة العمل التقليدية الى بيئة الكترونية لرفع كفاءة الأداء وتسهيل الاجراءات وتسريع إنجاز العمل ورفع جودته وربط مرافق المؤسسة مع بعضها البعض، والمثال على ذلك تطبيق نظام تخطيط موارد المنشأة (أوراكل) لسلسلة الامدادات والمالية والموارد البشرية، وتطبيق نظام ادارة الصيانة (ديتاستريم سفن أي) لضبط آلية سير أعمال الصيانة اليومية في محطات المؤسسة، كذلك قامت المؤسسة بتطبيق نظام معلومات الانتاج (PIS) الذي يعد أحد الأنظمة المهمة، حيث يقوم هذا النظام بتوفير كم هائل من المعلومات المتعلقة بكميات الانتاج والتصدير اليومي للماء والكهرباء. كما يساعد صناع القرار في المؤسسة ووزارة المياه والكهرباء بتوفيره المعلومات الموثوقة التي تسهل آلية اتخاذ القرار. الى جانب ذلك تعمل الجهات التابعة للمؤسسة في الساحل الشرقي وفق أنظمة ذات معايير عالمية صناعية معتمدة من الجهات العليا في المؤسسة، ومن ذلك على سبيل المثال أنظمة التشغيل والصيانة التي تنظم اجراءات الأعمال الفنية في المحطات. الجدير بالذكر أن محطات التحلية بالساحل الشرقي التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تقوم بدور هام في تلبية احتياجات المستفيدين من المياه المحلاة في مدن المنطقة الشرقية ومدينة الرياض والمدن الداخلية التابعة لها، حيث يبلغ عدد محطات التحلية بالساحل الشرقي ست محطات متواجدة في ثلاثة مواقع رئيسة منها ثلاث محطات بالجبيل ومحطتان بالخبر ومحطة بالخفجي. وتعتبر محطات التحلية بالجبيلوالخبر من المحطات المزدوجة الغرض كونها تنتج وتصدر الماء والكهرباء. كما أن محطة التحلية بالجبيل تعد أكبر محطة انتاج مياه في العالم، وتغذي هذه المحطة بالمياه المحلاة مدينة الرياض والمدن الداخلية التابعة لها ، اضافة الى الجهات المستفيدة في مدينة الجبيل، في حين تغطي محطات تحلية الخبر احتياج المستفيدين في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية التي منها الخبر والدمام والظهران وسيهات والقطيف وصفوى ورأس تنورة والهفوف وبقيق، فيما تلبي محطة التحلية بالساحل الشرقي على مدار الساعة لانتاج المياه المحلاة ونقلها عبر خطوط النقل التابعة للمؤسسة الى نقاط التوزيع داخل المدن المستفيدة، حيث تتولى مديريات المياه والصرف الصحي وشرطة المياه الوطنية توزيع هذه المياه على المستهلكين. وبالنسبة للطاقة الكهربائية المولدة فيستخدم جزء منها في تشغيل المحطات والجزء الأكبر يصدر الى شركة السعودية للكهرباء. وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر وجزيل الامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية راعي الجائزة على تشجيعه ودعمه القطاعات الحكومية للوصول بها للاداء الافضل والمتميز. كما أتقدم بالشكر والتقدير لصاحب السمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية على تفضل سموه برعاية حفل التكريم، والشكر موصول للمسئولين في الأمانة العامة للجائزة على ثقتهم وعلى جهودهم الكبيرة والبارزة، سائلا الله عز وجل أن يوفقنا وأن يكتب للجميع السداد والتوفيق المستمر. مدير عام فرع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالساحل الشرقي