نفى محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه فهد فهيد الشريف أن تكون أعمال المؤسسة تدار من خلف الكواليس، مؤكدا في حوار مع «عكاظ» أن أعمالهم مكشوفة للجميع وأن نسبة السعودة في مرافق المؤسسة تبلع نحو 85 في المائة، وأنها تخطط لإطلاق العمل بالطاقة الشمسية وفق خطط مدروسة. وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت المؤسسة في تنفيذ آليات الخصخصة أوضح أن هذا الإجراء واجهته بعض الصعوبات نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية، مبيناً أن للمؤسسة استراتيجيات للتعامل مع فترة موسم الصيف، كما اعترف بوجود مشاريع متعثرة وأنه لا توجد بدائل عن تحلية المياه في المناطق ذات الشح المائي، وعن كيفية تحقيق الأمن المائي في المملكة أوضح أن هذه الآلية تتحقق في حالة إنتاج مياه التحلية بتكاليف منخفضة وبإسعار منافسة، والى متن الحوار: • أبدأ معك من حيث تقف المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الآن، حيث توفير الأمن المائي وتعزيز الاقتصاد؟ أعمالنا مكشوفة للجميع وكل ما نقوم به نبثه على وسائل الإعلام وفي المواقع الإلكترونية ليكون الناس على إطلاع مستمر بجهود المؤسسة. ولكن يمكن أن أؤكد أن للمؤسسة رؤية واضحة ومحددة وهي أولا دعم الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الصناعة الوطنية لمكونات التحلية ومرافقها وخطوط الأنابيب ومحطات الضخ وخزانات المياه كما نعمل بشكل دائم على تأهيل وتدريب القوى العاملة السعودية والذي تفخر به المؤسسة بأن الطاقة العاملة تزيد عن 85 في المائة من السعوديين في محطاتها. تفكير استثماري • هل تفكرون بعقلية التاجر خلال برامجكم مع الجهات التي تتعاونون معها؟ تقوم بعض القطاعات الحيوية مثل مركز التدريب ومعهد أبحاث التحلية بالعمل على أسس تجارية وتوفير إيرادات تساعد على توسيع الخدمات خاصة وأن المؤسسة نجحت في إثبات قدرتها على مجاراة التطور التقني والعلمي في الأبحاث والتدريب إلى جانب ما قامت به المؤسسة من نجاح متميز على مستوى العالم في تطوير تقنيات التحلية مع مؤسسات بحثية عالمية والعمل على تطبيقها تجاريا سواء في وحدات التحلية أو تقليل التكلفة أو زيادة الإنتاج وسيرى العالم قريبا هذا الإنجاز المدوي. تقنية جديدة • ماذا في جعبة المؤسسة من إنجازات عالمية؟ تتضافر الجهود مع شركة عالمية للاتفاق على تصنيع وحدة تحلية بطاقة غير مسبوقة ولأول مرة في العالم وتسعد المؤسسة بأنها بهذا الاتفاق تشارك في التقنية والتصنيع وأسرار التقنية وكذلك لها حق التصنيع والتسويق العالمي لهذه الوحدة مما سيجعل المملكة ليست مستهلكة للمعدات ومستوردة للتقنيات بل مشاركة فيها. إنه عمل جبار ومهم سيضع المؤسسة والمملكة على قمة صناعة التحلية عالميا أدعو الله أن تحقق هذا قريبا. وهي رؤية واضحة وأهداف محددة واستراتيجية مستقبلية تسعى لها المؤسسة بدعم شخصي ومتابعة مستمرة من خادم الحرمين الشريفين الذي لا يألو جهدا في العمل على وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وتنمويا وتقنيا فالإنسان السعودي أثبت على مدى الأيام أنه عنوان التطور والتقدم والنجاح. الاستعداد للصيف • ما أبرز استعداداتكم لفصل الصيف من حيث كميات المياه التي سيتم ضخها لجميع المناطق يوميا، وهل ترون أنها تلبي الحاجة الفعلية من المياه، وما هي نظرتكم المستقبلية الخاصة بتأمين مياه محلاة كافية لجميع المناطق؟ تقوم محطات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بإنتاج المياه المحلاة وفق طاقات إنتاجية محددة تبعاً لنوع وحجم كل محطة، وحرصاً من المؤسسة على أن تعمل هذه المحطات بطاقاتها القصوى لمواجهة الطلب المتزايد سواء في فصل الصيف أو في المواسم كما في موسم الحج وفي شهر رمضان المبارك، فقد وضعت المؤسسة جدولة لبرامج الصيانة في الأوقات التي يقل الطلب فيها على مياه التحلية. كما أن المؤسسة تستنفر كافة الجهود بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في وزارة المياه والكهرباء والقطاعات التابعة لتجنب أي انقطاع أو أي نقص، بالإضافة إلى فرق الطوارئ المعدة لمواجهة أي طارئ. مشاريع جديدة • هل بالإمكان معرفة حجم الإنتاج الحالي للمياه المحلاة في المملكة؟ الإنتاج الحالي للمياه المحلاة في كل مناطق المملكة في ذروة الطاقات الإنتاجية بكميات عالية بدخول المشاريع الجديدة في منطقة مكةالمكرمة وفي منطقتي جازان وعسير والمنطقة الشرقية. أما عن النظرة المستقبلية فقد حددت خطة التنمية الخمسية الثامنة 14251430ه (2004/2009م) 15 هدفا لتحسين وتطوير وانتعاش قطاع المياه في المملكة. ومن أبرزها زيادة الطاقة التخزينية للسدود بنحو 1.1 بليون متر مكعب، وزيادة الطاقة الفعلية لتحلية المياه المحلاة إلى 1650 مليون متر مكعب سنويا، وتنفيذ 11 ألف كيلومتر من شبكات توزيع المياه، و14 ألف كيلومتر من شبكات الصرف الصحي وزيادة حصة القطاع الخاص إلى 30 في المائة في مشاريع المياه والصرف الصحي و 50 في المائة في مجال التحلية إلى جانب الانتهاء من إعداد الخطة الوطنية للمياه التي تقوم بها وزارة المياه والكهرباء. استراتيجية مدروسة • بصراحة هل تعتقدون أنكم تسيرون في الاتجاه الصحيح لتأمين المياه المحلاة دون انقطاع؟ استطاعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ولله الحمد السير بالاتجاه الصحيح وفقا لما خطط لها، حيث ارتفع إنتاج المؤسسة من المياه المحلاة حاليا إلى أكثر من مليار متر مكعب من المياه سنويا، يمثل 53 في المائة من احتياجات المملكة من المياه. ويغطي إنتاج بعض المحطات 100 في المائة من احتياجات بعض المدن مثل جدةومكة ومدن المنطقة الشرقية ومدن في الساحل الغربي (حقل، ضبا، أملج، الوجه، رابغ، فرسان، الليث، والقنفذة) وتقل النسبة حسب توفر المياه الجوفية والسطحية في باقي المدن مثل الرياض والباحة وعسير وجازان والمدينةالمنورة. هذا بالإضافة إلى مشاريع الإنتاج المزدوج بمشاركة القطاع الخاص وهي: مشروع محطة تحلية الشعيبة المرحلة الثالثة بطاقة 1.030.000 متر مكعب ماء يوميا لتغذية مكةالمكرمةوجدة والمشاعر المقدسة والطائف والباحة. ومشروع محطة تحلية الشقيق المرحلة الثانية بطاقة 212 ألف متر مكعب ماء يوميا ويغذي محافظات ومراكز منطقتي عسير وجازان. ومشروع محطة تحلية الجبيل التابع لشركة مرافق بطاقة إنتاجية تبلغ 800 ألف متر مكعب ماء يوميا يخص المؤسسة 500 ألف متر مكعب من المياه المحلاة ويغذي مدن ومحافظات المنطقة الشرقية إلى جانب إنتاج الطاقة الكهربائية من هذه المشاريع والتي تصدر لشبكة الشركة السعودية للكهرباء. إعادة الإعمار • هناك بعض المحطات التي انتهى عمرها الافتراضي ما خططكم لتأهيل مثل هذه المرافق؟ وضعت المؤسسة برنامجا لإعادة إعمار المحطات التي يقترب عمرها الافتراضي من الانتهاء بهدف تجديدها واستمرارية إنتاجها للمياه والكهرباء، وسيؤدي ذلك إلى رفع القيمة المالية لأصول المؤسسة كما سيؤهلها للدخول ضمن مشروع تخصيص المؤسسة كما يساعد على الاستفادة من إنتاجها بتكاليف أقل ولمدة أطول. كما أن المؤسسة وضمن استراتيجية تخصيصها قد وضعت تقدير الطلب على المياه الخطوة الرئيسية الأولى في تصميم هذه الاستراتيجية، مما يساعد على وضع الأسس الاقتصادية المستقبلية للقطاع، ولهذا الغرض تم إعداد نموذج لحساب الطلب على المياه بهدف تحديد احتياج المملكة من مياه الشرب والذي من المتوقع أن يصل إلى 8.3 ملايين متر مكعب ماء يوميا حتى عام 2025م، سواء من محطات التحلية أو من المصادر الأخرى والتعرف على البدائل الممكنة. ولتقييم الموارد المائية الحالية تم تحديد مستوى الاستهلاك الحالي على مستوى المناطق والمحافظات والاستهلاك المحلي والصناعي لتحديد إجمالي الاستهلاك. كما تناولت الدراسة مؤثرات الطلب على المياه وتتضمن: النمو السكاني، النمو الاقتصادي والتطور العمراني، التغيير في التعرفة، برنامج الترشيد، خفض التسربات من الشبكة، وكمية الاستهلاك بالإضافة إلى توقع الاحتياج من مياه التحلية في ظل مصادر المياه المتاحة في المملكة العربية السعودية وهي: مياه جوفية، مياه سطحية، مياه مكررة، ومياه التحلية، واستعمالاتها سواء البلدي أو الزراعي أو الصناعي. احتياجات مستقبلية • من المعروف أن سكان المجمعات الحضرية تزيد باضطراد، هل لديكم استراتيجية لاحتواء الانفجار السكاني مستقبلا؟ هناك دراسة شاملة تقوم بها وزارة المياه والكهرباء لتحديد كامل احتياجات السكان للمياه إلى عام 2030م وتشمل أيضا حجم تلك المشاريع وتكلفتها. كما تعد وزارة المياه والكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج بالتعاون مع معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود، وبمشاركة مكاتب استشارية متخصصة أخرى خطة عن المياه المحلاة خلال ربع القرن المقبل. وتشمل الخطة: توقعات نمو الطلب على مياه الشرب، تقدير توزيع الإنتاج بين المصادر الجوفية ومصادر التحلية، تقدير الاحتياج لمحطات الإنتاج المزدوج بالنسبة لمياه التحلية، كمية الطاقة الكهربائية المنتجة من محطات الإنتاج المزدوج. ويتم في هذه الدراسات مراعاة العوامل الاقتصادية ومواقع المحطات والمعلومات المتعلقة بالطبقات الحاملة للمياه الجوفية وسواها من العناصر. مواجهة التحديات • حدثنا بشفافية عن الصعوبات التي واجهت تخصيص المؤسسة؟ واجه برنامج تخصيص المؤسسة وإعادة هيكلتها بعض التحديات نتيجة للأزمة المالية العالمية، خصوصا في ما يتعلق بمشروعي رأس الزور وينبع المدينةالمنورة اللذين كانا ضمن المشاريع المستهدفة بالتخصيص، إلا أن ذلك لم يقف حجر عثرة في استمرار تنفيذ خطة البرنامج حيث تم الانتهاء من مراجعة وثيقة طلب تقديم العروض لتكون نموذجا لطرح المحطات مستقبلا. وقد صدر الأمر السامي الكريم بأن تطرح المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مشروع محطة رأس الزور لتحلية المياه المحلاة وتوليد الطاقة الكهربائية في منافسة عامة ودمج احتياجات المؤسسة وشركة معادن والشركة السعودية للكهرباء. كما وافق المقام السامي الكريم على دمج مشروعي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وشركة مرافق في مشروع محطة تحلية ينبع المدينةالمنورة (المرحلة الثالثة) لتلبية احتياجات المدينةالمنورة والمراكز التابعة لها والشركة السعودية للكهرباء. ثلاثة مشاريع • هل تمخضت تجربة الخصخصة عن نجاحات متميزة؟ بهذه الطريقة تمكنا من تنفيذ ثلاثة مشاريع هي (مشروع الشعيبة 3، شركة مرافق بالجبيل، الشقيق 2) بتكلفة إجمالية حوالى 30 بليون ريال سعودي. كما أن من المتوقع فيما بين الأعوام 2011 و 2020م أن يتم صرف 43 بليون ريال لإنشاء محطات تحلية جديدة بإتباع نفس النموذج. ويتعلق نجاح هذه المشاريع على ثلاثة أمور أساسية وهي: اختيار الشريك المناسب من خلال طرح تنافسي شفاف وعادل. يتم توزيع المخاطر بشكل مناسب وعادل بين القطاع الخاص والقطاع العام. يتم مراقبة الأداء والكفاءة لهذه الشركات على مدى فترة المشروع. أما بالنسبة لإنشاء محطات صغيرة بدلا من البارجات فإن تكلفة المياة المحلاة المنتجة في المحطات الكبيرة أقل بكثير من تلك التي تنتج في البوارج أو المحطات الصغيرة علاوة أن البوارج لا تستخدم إلا في الحالات الطارئة عند وجود نقص حاد يحتاج إلى معالجة سريعة ويمكن نقلها إلى أماكن ذات حاجه عالية وفورية.